فقال عبد الملك للقرشي : من هذا؟ قال : رجل حجازي قدم عليّ ، قال : أحضره ، فأحضره ، فقال له : أحد فحدا [٢] ، ثم قال له : هل تغني غناء الركبان؟ قال : نعم ، قال : غنّه ، فغنّى فقال له : هل تغنّي الغناء المتقن؟ قال : نعم ، قال : غنّه ، فتغنّى فاهتز عبد الملك طربا ثم قال له : أقسم أن لك في القوم اسما كبيرا ، من أنت ويلك؟ قال : أنا المظلوم المقبوض ماله ، المسيّر عن وطنه سعيد بن مسجح قبض مالي عامل الحجاز ، ونفاني ، فتبسم عبد الملك ثم قال : قد وضح عذر فتيان قريش في أن ينفقوا عليه أموالهم ، وأمنه ووصله ، وكتب إلى عامله بردّ ماله ، وألّا [٣] يعرض له بسوء فعاد إلى ماله ووطنه.
وحدث عن الأعمش ، وإسماعيل بن أمية ، ومحمّد بن عجلان ، وليث بن أبي سليم ، وعبد الملك بن أبي سليمان ، وسعيد بن بشير ، وجعفر بن محمّد بن علي بن الحسين ، وهشام بن عروة ، وأبي جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي.
روى عنه دحيم ، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان ، وأبو عبد الله محمّد بن إدريس الشافعي ، والحكم بن موسى ، وداود بن رشيد ، ويحيى بن عبد الحميد
[١] بالأصل وم : الأصداع بالعين المهملة خطأ ، والصواب ما أثبت ، يقال : صدغ يصدغ صدوغا وصدغا بمعنى مال ، ومنه : لأقيمن صدغك أي ميلك.