سمع عبد الله بن الزبير ، ووفد على عبد الملك بن مروان.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد القرشي [٣] ، حدّثني عمي ، والحسين بن القاسم الكوكبي ، قالا جميعا : حدّثنا محمّد بن سعيد الكراني ، حدّثني النضر بن عمرو ، وحدّثني أبو أمية القرشي ، حدّثني دحمان الأشقر قال :
كنت عاملا لعبد الملك بن مروان بمكة فرفع إليّ أن رجلا أسود يقال له ابن مسجح قد أفسد فتيان قريش ، وانفقوا عليه أموالهم ـ يعني ـ فكتبت بذلك إلى عبد الملك بن مروان فكتب إليه أن اقبض ماله وسيّره إليّ ، ففعل ، وتوّجه ابن مسجح إلى الشام فصحبه رجل جوار مغنيات في طريقه فقال له : أين تريد؟ فأخبره خبره ، وقال له : أريد الشام قال له : فتكون معي؟ قال : نعم ، فصحبه حتى بلغا دمشق فدخلا مسجدها فسألاهم [٤] : من أخص الناس بأمير المؤمنين؟ فقالوا : هؤلاء النفر من قريش وبني [٥] عمه ، فوقف ابن مسجح عليهم وسلم ثم قال : يا فتيان هل فيكم من يضيف رجلا غريبا من أهل الحجاز ، فنظر بعضهم إلى بعض وكان عليهم موعد أن يذهبوا إلى قينة يقال لها برق الأفق ، فتثاقلوا به إلّا [٦] فتى منهم تذمم [٧] فقال له : أنا أضيفك ، وقال لأصحابه : انطلقوا أنتم وأنا أذهب مع ضيفي ، قالوا : بل تجيء معنا أنت وضيفك ،
[١] ترجمته في الأغاني ٣ / ٢٧٦ والوافي بالوفيات ١٥ / ٢٥٧.
وتقرأ بالأصل : مسحج فقد وضع علامة «ح» على الحرف الأول إشارة إلى تقديم الحاء على الجيم.