responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 18  صفحه : 54

وما طالب الحاجات إلّا مغرّر

وما نال شيئا طالب كجناح

قال السعدي [١] : فلم يزل معاوية كذلك حتى غزى اليمن وكثرت ، وضعفت عدنان فبلغ معاوية أن رجلا من أهل اليمن قال يوما : لهممت [ألّا أدع بالشام أحدا من مضر ، بل هممت][٢] ألّا أحلّ حبوتي حتى أخرج كلّ نزاريّ بالشام ، فبلغت معاوية ، ففرض من وقته لأربعة آلاف [٣] رجل من قيس سوى خندف وقدم على تفيئة [٤] ذلك عطارد بن حاجب على معاوية ، فقال له : ما فعل الفتى الدارمي الصبيح الوجه الفصيح اللسان ـ يعني مسكينا ـ؟ فقال : صالح يا أمير المؤمنين ، قال : أعلمه أني قد فرضت له فله شرف بالعطاء وهو في بلاده ، فإن شاء أن يقيم بها [٥] أو عندنا فليفعل ، فإنّ عطاءه سيأتيه ، وبشّره بأن قد فرضت لأربعة آلاف [٦] من قومه من خندف ، قال : وكان معاوية بعد ذلك يغزي اليمن في البحر ، ويغزي قيسا في البرّ. فقال شاعر اليمن [٧] :

ألا أيها القوم الذين تجمعوا

بعكّا أناس أنتم أم أباعر؟

أيترك قيسا [٨] آمنين بدارهم

وتركب [٩] ظهر البحر والبحر زاخر

فو الله ما أدري وإني لسائل

أهمدان يحمى ضيمها [١٠] أم يحابر؟

أم الشرف الأعلى من أولاد حمير

بنو مالك أن تستمرّ المرائر

أأوصى أبوهم بينهم أن تواصلوا

وأوصى أبوكم بينكم أن تدابروا

قال : ويقال : إن النجاشي قال هذه الأبيات.

وقرأت هذه القصة في كتاب آخر عن الأصبهاني ، عن أبي أحمد حبيب بن نصر المهلّبي ، عن محمّد بن عبد الله بن مالك الخزاعي بإسنادها نحوه ، وزاد بعد شعر شاعر


[١] بالأصل : السعيدي.

[٢] ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني.

[٣] بالأصل : ألف.

[٤] أي على إثر ذلك.

[٥] عن الأغاني ، وبالاصل «بهما».

[٦] بالأصل : ألف.

[٧] الأبيات في الأغاني ٢٠ / ٢٠٩.

[٨] الأغاني : أتترك قيس.

[٩] بالأصل : «وتركت» والمثبت عن الأغاني.

[١٠] تقرأ بالأصل : تحمس خيمنا ، والمثبت عن الأغاني.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 18  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست