responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 18  صفحه : 445

عبيد الله بن زياد نصب رأس الحسين في الكوفة ، فجعل يدار بن ثم دعا زحر بن قيس فسرّح معه برأس الحسين ورءوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية ، وكان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي ، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي ، فخرجوا حتى قدموا بها الشام على يزيد.

قال هشام : فحدثني عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع الجذاميّ ، عن أبيه ، عن الغاز بن ربيعة الجرشي [١] ، من حمير ، قال : والله إنّا لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية ، فقال له يزيد : ويلك! ما وراءك؟ وما عندك؟ فقال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ، ورد علينا الحسين بن علي بن أبي طالب في ثمانية عشر من أهل بيته وستين من شيعته قال : فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال ، فاختاروا القتال على الاستسلام ، فغدونا عليهم مع شروق الشمس ، فأحطنا بهم من كل ناحية ، حتى إذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم ، جعلوا يهربون [إلى] غير وزر ، ويلوذون منا بالآكام والحفر ، لو اذا كما لاذ الحمام من صقر ، فو الله يا أمير المؤمنين ما كانوا إلّا [جزر][٢] جزور أو نومة [٣] قائل ، حتى أتينا على آخرهم ، فهاتيك أجسادهم مجرّدة [٤] ، وثيابهم مرمّلة ، وخدودهم معفّرة ، تصهرهم الشمس ، وتسفي عليهم الريح ، زوارهم العقبان والرخم بقيّ سبسب قال : فدمعت عين يزيد ، فقال : كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، لعن الله! ابن سمية ، أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه ، ورحم الله الحسين ، ولم يصله بشيء [٥].


[١] بالأصل : «المعار بن ربيعة الحرسي» كذا ، والصواب ما أثبت عن الطبري.

[٢] زيادة عن الطبري.

[٣] بالأصل : «وقومه» والصواب عن الطبري.

[٤] بالأصل «محررة» وفي المختصر وابن العديم : «مجزرة» والمثبت عن الطبري.

[٥] كذا ورد بالأصل ، وعقب ابن العديم بعد ذكره الخبر : هكذا قال الحافظ أبو القاسم ، والذي يقع لي أن الذي قدم برأس الحسين على يزيد هو غير زحر بن قيس الجعفي ، فإن الجعفي شهد صفّين مع علي رضي‌الله‌عنه ، وقدمه على أربعمائة من أهل العراق ، وبقي بعده مؤمرا ، وأمره الحسن رضي‌الله‌عنه بأخذ البيعة له ، وكان شريفا في قومه. فيبعد عندي أن يقاتل الحسين ويخرج برأسه ويحضر بين يدي يزيد ، ويقول ما قال ، قول متشفّ ، وقد وافق الجعفي في اسمه واسم أبيه وفي كونه من الكوفة ، فظن أبو القاسم الحافظ أنه الجعفي وليس به. والله أعلم.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 18  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست