شاعر ، قدم دمشق ومدح بها أتابك [٥] ولقيته بالرافقة ، وأنشدني شيئا من شعره.
حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن المحسّن [٦] بن أحمد السلمي ـ من لفظه ، وكتبه لي بخطه ـ قال [٧] : المحفحف شاعر بدوي كثير الشعر ، نقي الألفاظ مختارها ، مستطرف المعاني ، قليل اللحن ، حسن الفن ، يمدح من العرب السادات وأهل البيوتات ، وله في صدقة بن مزيد ما شئت من القصائد الناصعة والمعاني الرائعة ، وصل إلى دمشق وأنشد أتابك قصيدة نونية ، وخلع عليه خلعة تامة ، وحمله على فرس عتيق ، ورأيته بحلب في مجلس الملك رضوان ، وهو ينشده قصيدة منها قوله لناقته :
لا راحة لك يا زيد ولا سنة
ولا لنا أن نرى السلطان في حلبا
أنا المظفّر رضوان الذي أمنت
به البريّة لما خافت العطبا
الواهب المنعم الحضر التي عظمت
والجرد والمرد والهندية القضبا
سحابة تذهب العدم المضرّ بنا
وتمطر الفضّة البيضاء والذهبا
وتوقد الحرب في أعدائه فترى
عظامهم لا تني في قعرها حطبا
فالدهر يخدمه والنصر يقدمه
والله يولى عداه الويل والحربا
يا ابن الأولى ملكوا الدنيا وعمّ
جميع ما خولوه العجم والعربا
[١] بالأصل : «فوجد ابنه الحجاج» ولا معنى لها ، والصواب عن تاريخ خليفة.