responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 16  صفحه : 8

للمجلس ، فقال : ما أحسبنا إلّا قد احتجنا إلى أن نجدد لأبي سماعة منزلا وآلة وخرثيا [١] ومتاعا ، يا غلام ادفع إليه عشرة آلاف درهم وتختا [٢] فيه عشرة أثواب ، فدفع إليه ، فلما خرج تلقاه أصحابه يهنئونه ويسألونه عن أمره فقال : ما عسيت أن أقول إلّا أنه ابن الزانية أبى إلّا كرما فبلغت يحيى كلمته من ساعته : فأمر برده فحضر فقال له : يا أبا سماعة لم تعرف من هجانا ، لم تعرف من شتمنا؟ قال له أبو سماعة : ما عرفته فعلته أيّها الوزير ، حسدت وكذّب عليّ فنظر إليه يحيى مليا ثم أنشأ يقول :

إذا ما المرء لم يخدش بظفر

ولم يوجد له أن عض ناب

رحاء فيه الغميزة من بغاها

وذلك من مراتبه الصّعاب

قال أبو سماعة : كلا أيها الوزير ، ولكنه كما قال :

لن يبلغ المجد أقوام وإن شرفوا

حتى يذلوا وإن عزّوا لأقوام

ويشتموا فترى الألوان مسفرة

لأصفح ذلّ ولكن صفح أقوام

فتبسم يحيى وقال : إنّا قد عذرناك وعلمنا أنك لن تدع مساوئ شيمك ولؤم طبعك ، فلا أعدمك الله ما جبلك عليه من مذموم أخلاقك ، ثم تمثل :

متى لم تتسع أخلاق قوم

يضيق بهم الفسيح من البلاد

إذا ما المرء لم يوجد لبيبا

فليس اللبّ عن قدم الولاد

ثم قال : هو والله كما قال عمر بن الخطاب : المؤمن لا يشفى غيظه ، ثم إن أبا سماعة هجا بعد ذلك سليمان بن أبي جعفر ، وكان إليه محسنا ، فأمر به الرشيد فحلق رأسه ولحيته.

وبلغني أن خالد بن برمك مات في جمادى الأولى سنة خمس وستين ومائة وهو ابن خمس وسبعين سنة ، ومولده سنة تسعين.

١٨٦٠ ـ خالد بن تبوك

حكى عن شيخ من أهل العلم.


[١] الخرثي بضم الخاء : أثاث البيت أو أردأ المتاع ، وبفتح الخاء : المرأة الضخمة الخاصرتين المسترخية اللحم (قاموس).

[٢] التخت : وعاء يصان فيه الثياب (قاموس).

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 16  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست