قال [١] : وأنا محمّد بن عمر ، نا جعفر بن محمّد بن خالد بن الزبير بن العوام ، عن إبراهيم بن عقبة ، قال : سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول [٢] : كان أبي خامسا في الإسلام ، قلت : فمن تقدّمه؟ قالت [٣] : ابن أبي طالب ، وابن أبي قحافة ، وزيد بن حارثة ، وسعد بن أبي وقاص ، وأسلم ـ أبي قبل الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة ، وهاجر في المرة الثانية ، فأقام بها بضع عشرة سنة ، وولدت أنا بها ، وقدم على النبي 6 بخيبر سنة سبع فكلم رسول الله 6 المسلمين فأسهموا لنا ثم رجعنا مع رسول الله 6 إلى المدينة ، وأقمنا ، وخرج أبي مع رسول الله 6 في عمرة القضيّة وغزا معه إلى الفتح هو وعمي ـ يعني عمرا ـ وخرجا معه إلى تبوك ، وبعث رسول الله 6 أبي عاملا على صدقات اليمن ، فتوفي رسول الله 6 وأبي باليمن.

قال [٤] : وأنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي ، نا عمرو بن يحيى ، عن جده ، عن عمه ، عن خالد بن سعيد بن العاص أن رسول الله 6 بعثه في رهط من قريش إلى ملك الحبشة ، فقدموا عليه ومع خالد امرأة له ، قال : فولدت له جارية ، وتحركت وتكلّمت هناك ، ثم إنّ خالدا أقبل هو وأصحابه وقد فرغ رسول الله 6 من وقعة بدر ، فأقبل يمشي ومعه ابنته ، فقال : يا رسول الله لم نشهد معك بدرا ، فقال : «أوما ترضى يا خالد أن يكون للناس هجرة ، ولكم هجرتان ثنتان؟» قال : بلى يا رسول الله ، قال : «فذاك لكم». ثم إن خالدا قال لابنته : اذهبي إلى عمك ، اذهبي إلى رسول الله 6 فسلّمي عليه. فذهبت الجويرية حتى أتته من خلفه ، فأكبت عليه وعليها قميص أصفر ، فأشارت به إلى رسول الله 6 تريه [٥] فقال رسول الله 6 : «سنه سنه ـ يعني بالحبشية : أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي» [٣٨٥٨].

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أنا مصعب :

[١] المصدر نفسه ٤ / ٩٦.

[٢] الأصل : يقول والمثبت عن م.

[٣] الأصل وم : قال.

[٤] ابن سعد ٤ / ٩٩ ـ ١٠٠.

[٥] عن هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.