نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 16 صفحه : 69
وسمعت قائلا يقول في الضوء : سبحانه سبحانه تمت الكلمة وهلك ابن مارد بهضبة الحصا بين أذرح [١] والأكمة [٢] ، سعدت هذه الأمة ، جاء نبي الأمّيّين [٣] وبلغ الكتاب أجله ، كذبته هذه القرية ، تعذّب مرتين ، تتوب في الثالثة ، ثلاث بقيت ، ثنتان بالمشرق وواحدة بالمغرب ، فقصها خالد بن سعيد على أخيه عمرو بن سعيد فقال : لقد رأيت عجبا ، وإني لأرى هذا أمرا يكون في بني عبد المطلب إذ رأيت النور خرج من زمزم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ، أنا أبو هشام محمّد بن زائدة ، حدّثني أبو إسحاق المدني : أن خالد بن سعيد بن العاص كان يقول لعلي : إنما أسلمت قبلك ، والله لأخاصمنك عند ربّي ، ولكن كنت أفرق من أبي فكنت أكتم إسلامي وأنت كنت لا تفرق من أبيك.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد [٤] ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني جعفر بن محمّد بن خالد بن الزبير ، عن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، قال : كان إسلام خالد بن سعيد قديما ، وكان أول إخوته ، أسلم وكان بدو إسلامه أنه رأى في النوم أنه واقف [٥] على شفير النار فذكر من سعتها ما الله به أعلم ، ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها ويرى رسول الله 6 آخذا بحقويه لئلا [٦] يقع ، ففزع [٧] من نومه ، فقال أحلف بالله إنّ هذه لرؤيا [حق][٨] فلقي أبا بكر بن أبي قحافة ، فذكر ذلك له ، فقال أبو بكر : أريد بك خير ، هذا رسول الله 6 فاتبعه ، فإنك ستتبعه وتدخل معه في الإسلام
[١] أذرح : بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة ، ثم من نواحي البلقاء وعمان مجاورة لأرض الحجاز.
(ياقوت).
[٢] الأكمة بالتحريك : موضع يقال له أكمة العشرق ، بعد الحاجر بميلين (ياقوت).