وآلى لا يفك قيده حتى يقرأ القرآن ، فقال البعيث [١] :
لعمري لئن ألهى الفرزدق قيده
ودرج نوار ذو الدهان وذو الغسل
لينبعثن مني غداة مجاشع
بديهة وإن الجزاء ولا وغل [٢]
فقال جرير :
جزعت إلى درجي نوار وغسلها
فأصبحت عبدا ما تمرّ وما تحلى
وعده الناس مغلوبا حين استغاث.
قال : وقال الفرزدق : إني إنّ وثبت على جرير الآن خففت على البعيث الغلبة ، ولكن كأنني وثبت عليهما فأدع البعيث وأخذ جريرا ، فقال : الطبيب أطب ، فقال الفرزدق [٣] :
لودّ جرير اللؤم لو كان غائبا [٤]
ولم يدن من زأر الأسود الضراغم
وليس ابن حمراء العجان بمفلتي
ولم يزدجر طير النحوس الأشائم
وإنّكما [٥] قد هجتماني عليكما
فلا تجزعا واستسمعا للمراجم
وقال [٦] :
فإن يك قيدي كان نذرا نذرته
فما بي عن أحساب قومي عن شغل
وقال [٧] :
دعاني ابن حمراء العجان فلم يجد له
إذ دعا مستأخرا عن دعائيا
فنفست عن سميه [٨] حتى تنفّسا
وقلت له : لا تخش شيئا ورائيا
[١] البيتان في طبقات ابن سلام ١٢٧.
[٢] عجزه في طبقات ابن سلام :
بديهة لا داني الجراء ولا عل
[٣] الأبيات في ديوان الفرزدق ط بيروت ٢ / ٣١٨.
[٤] الديوان : عانيا.
[٥] الديوان : فإن كنتما ...
[٦] ديوان الفرزدق ٢ / ١٥٣.
[٧] البيتان في طبقات الشعراء لابن سلام ص ١٢٧.
[٨] طبقات ابن سلام : أنفية.