أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، نا عمرو بن عبد الله بن عنبسة ، قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يقول : لم يزل خالد بن الوليد مع أبي عبيدة ، حتى توفي أبو عبيدة ، واستخلف عياض بن غنم الفهري ، فلم يزل خالد معه حتى مات عياض بن غنم ، فاعتزل [٥] خالد إلى ثغر حمص فكان فيه وحبس خيلا وسلاحا فلم يزل مقيما مرابطا بحمص حتى نزل به [٦] ، فدخل عليه أبو الدرداء عائدا له ، فقال خالد بن الوليد : إن خيلي هذه التي حبست في الثغر وسلاحي هو على ما جعلته عليه ، عدّة في سبيل الله ، وقوة يغزى عليها ، ويعلف من مالي وداري بالمدينة صدقة حبس لا يباع ولا يورّث ، وقد كنت أشهدت عليها عمر بن الخطاب ليالي قدم الجابية ، وهو كان أمرني بها ، ونعم العون هو على الإسلام ، والله يا أبا الدرداء ألئن مات عمر لترينّ [٧] أمورا تنكرها [٨] ، قال : قال أبو الدرداء : وأنا والله أرى ذاك ، قال خالد : قد كنت وجدت عليه في نفسي في أمور لمّا تدبّرتها في مرضي هذا وحضرني من الله حاضر عرفت أن عمر كان يريد الله بكلّ ما فعل ، كنت وجدت [عليه] في نفسي حيث بعث إليّ من يقاسمني مالي حتى أخذ فرد نعل ، وأخذت فرد نعل ، فرأيته فعل ذلك بغيري من أهل السالفة [٩] ومن شهد بدرا ، وكان