responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 16  صفحه : 270

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر ، قال : وقال محمّد مات خالد ـ يعني ابن الوليد ـ بالمدينة فخرج عمر في جنازته وإذا أمّه تندبه وهي تقول :

أنت خير من ألف ألف من القوم

إذا ما كبّت وجوه الرجال

فقال عمر : والله صدقت إن كان لذلك [١].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن ، نا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن مبشّر ، عن سالم ، قال : فأقام خالد بالمدينة حتى إذا ظن عمر أن قد سبكه [٢] وبصّر الناس حج وقد عزم توليته ، واشتكى خالد بعد وهو خارج من المدينة زائرا لأمّه ، فقال لها : أحدروني إلى مهاجري فقدمت به المدينة ومرّضته ، فلما ثقل وأظل عمر لقيه لاق على مسيرة ثلاث صادرا عن حجه فقال له عمر : مهيم؟ فقال خالد بن الوليد ثقيل لما به ، فطوى ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى فرق عليه واسترجع ، وجلس ببابه حتى جهز وبكته البواكي ، فقيل لعمر : ألا تسمع ألا تنهاهنّ؟ فقال : وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع ولا لقلقة ، فلما أخرج بجنازته رأى عمر امرأة محتزمة تبكيه وتقول [٣] :

أنت خير من ألف ألف من الناس

إذا ما كبّت وجوه الرجال

أشجاع فأنت أشجع من ليث

عرين حميم [٤] أبي شبال

أجواد فأنت أجود من سيل

دياس [٥] يسيل بين الجبال

فقال عمر : من هذه؟ فقيل : أمه ، فقال : أمه ، والإله ـ ثلاثا ـ هل قامت النساء عن مثل خالد ، قال : فكان عمر يتمثل في طيّه تلك الثلاث في ليلة ، وبعد ما قدم [٦] :


[١] الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٣٨١ ـ ٣٨٢.

[٢] أي أذابه وأفرغه (القاموس) يعني أنه أفرغ كل ما تعلق بنفسه منه.

[٣] الأبيات في البداية والنهاية ٧ / ١١٦ وابن العديم ٧ / ٣١٦٣ ـ ٣١٦٤.

[٤] المختصر وابن العديم : جهم.

[٥] أي متتابع غزير ، وفي المختصر : رئاس.

[٦] الأبيات في بغية الطلب ٧ / ٣١٦٤.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 16  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست