أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا محمّد بن سليمان بن داود المنقري البصري ، نا أبو عثمان المازني ، نا الأصمعي ، عن سلمة بن بلال ، عن مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، قال : اصطرع عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وهما غلامان وكان خالدا ابن خال عمر [٢] فكسر خالد ساق عمر ، فعولجت وجبرت ، وكان ذلك سبب العداوة بينهما [٣].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر ، نا محمّد بن إسحاق ، نا صالح بن كيسان : أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح في كلام بلغه عن خالد بن الوليد : أن سل خالدا فإن أكذب نفسه فهو أمير ما يليه ، وإن ثبت على قوله فانزع عمامته ، وقاسمه ماله نصفين ، وقم على الجند قبلك ، فكتم أبو عبيدة الكتاب ولم يقرئه خالدا حبّا وتكرّما ، حتى فتح الله عليهم دمشق في رجب سنة أربع عشرة ، ثم إنّ بلالا مؤذن رسول الله 6 قال لأبي عبيدة : ما ذا كتب به عمر إليك في خالد بن الوليد؟ قال : أمرني أن أنصه [٤] في كلام بلغه عنه ، فإن أكذب نفسه فهو أمير على ما يليه ، وإن ثبت على قوله نزعت عمامته ، وقاسمته ماله نصفين ، فقال بلال : فامض لما أمرك به أمير المؤمنين ، فقال خالد : أمهلوني حتى استشير ؛ وكانت له أخت لا يكاد [أن] يعصيها
[١] الخبر والشعر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٦٠ ـ ٣١٦١.
[٢] انظر نسب قريش للمصعب ص ٣٢٠ ـ ٣٢٢ وجمهرة ابن حزم ص ١٥٠ ونسب قريش ص ٣٤٧.
فأم عمر بن الخطاب حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم. وهي أخت الوليد بن المغيرة أبو خالد بن الوليد.