responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 16  صفحه : 265

تعالى قد حرّم ظاهر الخمر وباطنها ، وحرّم ظاهر الإثم وباطنه وقد حرّم مس الخمر إلّا أن يغسل كما حرم شربها ، فلا تمسّوها أجسادكم فإنها نجس ، وإن فعلتم فلا تعودوا ، فكتب إليه خالد : إنا قتلناها [١] فعادت غسولا غير خمر ، فكتب إليه عمر : إني لأظن آل المغيرة قد ابتلوا بالجفاء ، فلا أماتكم الله عليه فانتهى لذلك.

وقال خالد في ذلك [٢] :

سهّل أبا حفص فإن لديننا [٣]

شرائع لا يشقى بهن المسهّل

أنجست في الخمر الغسول ولا ترى

من الخمر تثقيف المحيل المحلّل

وهل يشبهن طعم الغسول وذوقه

حميّا الخمور والخمور تسلسل؟

قال : ونا سيف ، عن الربيع وأبي عثمان ، وأبي حارثة ، قالوا [٤] : وأدرب سنة سبع عشرة خالد وعياض فسارا فأصابا أمرا عظيما [٥] ، وكان توجها من الجابية مرجع عمر إلى المدينة ، وعلى حمص أبو عبيدة ، وخالد تحت يديه على قنّسرين ، وعلى دمشق يزيد بن أبي سفيان ، وعلى الأردن معاوية ، وعلى فلسطين علقمة بن مجزز [٦] ، وعلى الأهراء عمرو بن عبسة ، وعلى السواحل عبد الله بن قيس ، وعلى كلّ عمل عامل ، فقامت مسالح الشام ومصر والعراق على ذلك إلى اليوم ، لم يجاز أمة إلى أخرى خلفها بعد ، إلّا أن يقتحموا عليهم بعد كفر منهم ، فتقدموا مسالحهم ، واعتدل ذلك سنة سبع عشرة.

قال : ونا سيف عن أبي المجالد ، والربيع وأبي عثمان ، وأبي حارثة بإسنادهم ، قالوا [٧] : ولما قفل خالد وبلغ الناس ما أصابت تلك الصائفة انتجعه رجال ، فانتجع خالدا رجال من أهل الآفاق ، وكان الأشعث انتجع خالدا بقنّسرين ، فأجازه بعشرة آلاف ، وكان عمر لا يخفى عليه شيء في عمله ، فكتب إليه من العراق بخروج من خرج منها ، ومن الشام بجائزة من أجيز فيها ، فدعا البريد وكتب معه إلى أبي عبيدة أن يقيم


[١] يعني جعلناها أشبه بالماء.

[٢] الأبيات في بغية الطلب ٧ / ٣١٥٩.

[٣] في بغية الطلب : لدينا.

[٤] الخبر في الطبري ط بيروت ٢ / ٤٩١ حوادث سنة ١٧.

[٥] الطبري : أموالا عظيمة.

[٦] عن الطبري وبالأصل «محرز» وفي م : محزر.

[٧] المصدر نفسه.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 16  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست