نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 16 صفحه : 126
يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، قال : ثم ولّى عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب ـ يعني البصرة ـ خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد الأموي ، ثم عزله وولّى بشر بن مروان.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا [١] ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو حاتم ، عن الأصمعي ، قال : قدم الراعي على خالد بن عبد الله بن أسيد ، ومعه ابن له فمات ابنه بالمدينة ، فلما دخل على خالد سأله عنه فقال : مات بعد ما زوجته وأصدقت عنه ، فأمر له بدية ابنه وصداقه فقال الراعي [٢] :
قال أبو الفرج : قول الراعي : «وديت ابن راعي الإبل» : أراد أدّيت ديته ، يقال : وديت القتيل إذا أدّيت ديته إلى أهله ، ووديت عن الرجل إذا تحمّلت عنه دية لزمته ، وأديت عنه من مالك دية جنايته ، وقيل إن هذا مما عايا [٤] به الكسائي محمّد بن الحسن فلم يعرف الفرق بينهما ، وأما قوله : وشقّ له قبرا بأرضك لاحد : فإن وجه الكلام في هذا أن يقال : شقّ شاقّ ولحد لاحد ، ويقال : ألحد ملحد وذلك أن الشق ما كان من الحفر في وسط القبر ، واللحد ما كان في جانبه بيّن هذا قول النبي 6«اللحد لنا والشق ما كان لغيرنا» ولكنه لما كان اللحد شقا قد ميل به عن الوسط إلى الجانب قال : وشقّ له ، وأصل اللحد مأخوذ من الميل يقال فيه : لحد وألحد في الدين وغيره [من الميل][٥] ، وقد قرئ باللغتين في القرآن فقرأ الجمهور : (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ)[٦] و (لِسانُ الَّذِي