responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 14  صفحه : 358

١٦٤٠ ـ الحسين البرذعي أحد الصالحين

حكى عنه أبو الفرج عبد الوهاب بن علي القرشي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد الحنّائي ، أخبرني أبو الفرج عبد الوهاب بن علي القرشي ، قال : خرجت من دمشق من أربعين سنة إلى القدس فصلّيت فيه ، ورجعت ففي رجوعي جئت إلى جبّ يوسف 7 ، قبل الأولى [١] من يوم الخميس ، فإذا أنا برجل كهل معه ركوة [٢] فسلّمت عليه ، وتوضّأت أنا وهو من الجبّ ، وصلّينا الظهر ، فتقدم فصلّى بي العصر ، ثم تقدم فصلّى بي المغرب ، ثم تقدم فصلّى بي عشاء الآخرة وأوتر ، وكان معي شيء من الطعام ، فقلت : بسم الله فأكل منه يسيرا ، فقلت له : من يكون الشيخ؟ فقال لي : حسين البردعي ، فقال لي : رأيت؟ إنسان تدركه الجمعة ويخرج ولا يصلّيها؟ فقلت : يا سيدي نسيت؟ فقال : لا بأس عليك ، اخرج.

فخرجنا حتى جئنا إلى جبّ يوسف فقال : صلّ ركعتين ، فصلّيت ، ثم قال لي : بسم الله ، فخرجنا ، فقال : تقرأ علي أو أقرأ عليك؟ فقلت : لا بل اقرأ أنا عليك ، فقرأت مائة آية ، وغاب القمر ، وإذا نحن في ضوء غير ضوء القمر ، وإذا نحن نمشي كأننا نمشي على وطاء في أرض مستوية ، وهو آخذ بيدي ، فلما جئنا إلى موضع قال لي : صلّ ركعتين فعددت أنّا صلينا ستين ركعة ، ثم جاء بي إلى حائط فقال : أتدري أين أنت؟ قلت : لا قال : أنت في داريا [٣] استودعك الله. فقلت له : ادع لي يوفقني الله لطاعته ، ويلهمني صيام الدهر ، وقيام الليل ، ويميتني على الإسلام والسّنّة والجماعة فدعا لي.

فمن ذلك الوقت ليس عليّ في الصيام كلفة ، ولا في قيام الليل ، فقال لي : أستودعك الله ، فقلت : يا سيدي ، ما تجيء معي إلى أهلي؟ قال : لا ، قلت : فأصحبك؟ قال : كيف يجوز لك ولك والدان وزوجة وأخت؟ ولم أعلمه بهذا.


[١] يعني الصلاة الأولى.

[٢] الركوة دلو صغير أو إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء.

[٣] بالأصل وم «دارنا» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٧ / ١٨٥.

وداريا : قرية من قرى غوطة دمشق.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 14  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست