مررت على أبيات آل محمّد
فلم أر من [١] أمثالها حيث حلّت
وكانوا لنا غنما فعادوا رزيّة
لقد عظمت تلك الرزايا وجلّت
فلا يبعد الله الديار وأهلها
وإن أصبحت منهم برغمي تخلّت
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها [٢]
وتقتلنا قيس إذا النعل زلّت
وعند غنيّ قطرة من دمائنا
سنجزيهم يوما بها حيث حلّت
ألم تر أنّ الأرض أضحت مريضة
لفقد حسين والبلاد اقشعرّت
يريد : أنهم لا يرعوون [٣] عن قتل قرشي بعد الحسين ، وعائذ البيت : عبد الله بن الزبير.
أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفراوي ، قال : أنشدت لبعض الشعراء في مرثية الحسين بن علي :
لقد هدّ جسمي رزء آل محمّد
وتلك الرزايا والخطوب عظام
وأبكت جفوني بالفرات مصارع
لآل النبي المصطفى وعظام
عظام بأكناف الفرات زكية
لهنّ علينا حرمة وذمام
فكم [٤] حرة مسبيّة فاطميّة
وكم من كريم قد علاه حسام
لآل رسول الله صلّت عليهم
ملائكة بيض الوجوه كرام
أفاطم أشجاني بقول [٥] ذو العلا
فشبت وإني صادق لغلام
وأصبحت لا ألتذ طيب معيشة
كأنّ عليّ الطيبات حرام [٦]
يقولون لي : صبرا جميلا وسلوة
وما لي إلى الصبر الجميل مرام
فكيف اصطباري بعد آل محمّد
وفي القلب منهم لوعة وسقام
[١] عجزه بالأصل : فألقيتها أمثالها ...
[٢] رسمها بالأصل : «يجبرنا نغيرها».
[٣] بالأصل «لا يرعون» والمثبت عن الترجمة المطبوعة ص ٣٠١.
[٤] عن الترجمة المطبوعة وبالأصل «بكم».
[٥] الترجمة المطبوعة : بنوك ذوو العلا.
[٦] بعده في م والمطبوعة ص ٣٠٢ وقد سقط من الأصل :
ولا البارد العذب الفرات أسيغه
ولا ظلّ يهنيني الغداة طعام