responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 13  صفحه : 89

ففعل أبو بكر ذلك ، فجاءه الحسن فأقرأه توقيع أبي الصقر إليه في أمر القدح فقال : قد كان عندي القدح وانكسر. فكتب أبو بكر إلى أبي الصّقر بذلك ، فأجابه أن مثل هذا القدح إذا انكسر. لم يرم بزجاجه فليحضره مكسّرا على أني أعلم أن هذا القول إخبار منه فعده عني الإحسان إن أحضره وتواعده بالإساءة إن أخره ، فأقرأه التوقيع وما كتب فيه ، وقال له : والله يا ابن أخي ما أرى لك أن تمنعه من ولد لك لو طلبه منك فضلا عن عرض لا قدر له سيما مع هذا الوعيد ، فقال : أنا أحضر القدح على شرط قال : وما هو؟ قال : اكتب معه أبياتا من الشعر تنفذها مع القدح إليه ، قال : فافعل ، فأخذ دواة وكتب إلى منزله وأنفذ له القدح وكتب :

سلّم على أربع بالكرح نقلاها

من أجل جارية فيهن نهواها

تمكنت نوب الأيّام منك بها

والدهر إن أسلف الحسنى تقضاها

يا بؤس قلبك ما أقصى مراميه

وشجو نفسك ما أدنى بلاياها

وحليب عيش مضى ما كان أنعمه

أيام أيامنا فيه نملاها

أشكو إليك أبا بكر شجي بهوى

أطعته من صبا نفسي فعاصاها

فأسعد الصب إن كنت امرأ غزلا

وأعطف على ذي البلا إن كنت أوّاها

قد جاءك القدح المسلوب بهجته

مذ حيل دون التي أدنت له فاها

حكى تورد خديها وتفضله

لعجز ما صنعه أن يحكي الله

عهدي به في يد [١] حسناء قد نظمت

عليه من لؤلؤ سمط ثناياها

فالكف حمراء مما قد تخطّفها

والراح عرى مما قد تلقاها

خذه إليك عزيزا أن يجاد به

لو أن أخرى ليالينا كأولاها

لكن ضلة رأي أن أرى كلفا

بغادة نشبت في الغدر كفّاها

أو صائنا قدحا مسّته ريقتها

وقد ترشّفها غيري وفداها

فإن تفتنا بها الأيام مرغمة

عمدا ويسعد فيها الدّهر مولاها

فقد جرى بيننا ما ليس نذكره

إلّا تنغص دنياه ودنياها

وجاء بهذا الشعر إلى أبي بكر فلما قرأه قال : أين يذهب بك والله لأوقف الوزير عليه ولأنفذنه إليه وجيء بالقدح وكتب إلى أبي الصقر رقعة جميلة يقول فيها إن الحسن


[١] الأصل : يدي.

نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر    جلد : 13  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست