نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 12 صفحه : 435
محمد الزّعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أنا المدائني قال : توفي حسّان بن ثابت وهو ابن مائة وأربع سنين محجوبا.
١٢٦٤ ـ حسّان بن سليمان
أبو علي السّاحلي
سمع الثوري والأوزاعي ببيروت.
روى عنه : أبو حفص عمر بن الوليد الصّوري.
قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسيد بن عمار ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي محمد بن القاسم ، قالوا : أنا أبو الطّيّب علي بن محمد ، نا خالد بن يزيد الإمام حدّثني عمر بن الوليد أبو حفص الصوري ، حدّثني حسّان بن سليمان أبو علي ، قال : كنت رفيقا لسفيان الثوري زمانا فحبب إليّ الرباط ، فقلت : يا أبو عبد الله إنه قد حبّب إليّ الرباط وقد أحببت أن ترتاد لي موضعا ، أحبس فيه نفسي بقية أيامي فقال لي : إن الأوزاعي بالشام فأته ، فإنه لن يدخر عنك نصيحة. فأتيت بيروت فبت بها ، فلما صلّيت الغداة مع [١] الجماعة قلت لرجل إلى جانبي : أيهم الأوزاعي فأشار إليّ بيده ، وكان مستقبل القبلة ، وكان إذا صلّى لم يلتفت عن القبلة حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت أسند ظهره إلى القبلة ، فمن سأله عن شيء أجابه. فقال : إن يكن عند أحد خبر من سفيان فعند هذا الرجل ، فتقدمت فسلّمت عليه فقال لي : كيف تركت أخي سفيان؟ فقلت له : بخير وهو يقرئك السّلام.
فقلت له : يا أبا عمر إني كنت رفيقا لسفيان زمانا وإنه حبّب إليّ الرباط ، فسألته أن يرتاد لي موضعا أحبس فيه نفسي بقية أيّامي ، فقال لي : إن الأوزاعي بالشام فائته فإنه لن يدخر عنك نصيحة فأتيتك لترتاد لي موضعا أحبس فيه نفسي بقية أيامي ، فقال : عليك بصور ، فإنها مباركة مدفوع عنها الفتن ، يصبح فيها الشرّ فلا يمسي ، ويمسي فيها الشرّ فلا يصبح ، بها قبر نبيّ في أعلاها ، فقلت له : يا أبا عمرو ، تشير عليّ بسكنى صور وقد سكنت بيروت ، فقال لي : سبق المقدور ، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما عدلت بها.