نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 12 صفحه : 314
جعفر ، أنبأنا محمّد بن جرير [١] ، حدثني أحمد بن زهير ، عن علي بن محمّد ، قال : قال عمرو بن مروان بن بشار [٢] والوليد بن علي ، قالا : لما بلغ يزيد ـ يعني ـ ابن الوليد أمر أهل حمص دعا عبد العزيز بن الحجّاج ، فوجّهه في ثلاثة آلاف وأمره أن يثبت على ثنية العقاب ، ودعا هشام بن مصاد فوجهه في ألف وخمس مائة ، وأمره أن يثبت على عقبة السّلاميّة [٣] ، وأمرهم أن يمد بعضهم بعضا.
قال : قال عمرو بن مروان ، فحدثني يزيد بن مصاد قال : كنت في عسكر سليمان ـ يعني ـ ابن هشام [فلحقنا][٤] أهل حمص ، وقد نزلوا السّليمانية [٥] فجعلوا الزيتون عن أيمانهم ، والجبل عن شمائلهم والحباب [٦] خلفهم وليس عليهم [٧] مأتّى إلّا من وجه واحد ، وقد نزلوا أول الليل فأراحوا دوابهم ، وخرجنا [نسري][٨] حتى دفعنا إليهم ، فلما متع [٩] النهار [واشتد الحرّ ، ودوابنا][١٠] قد كلّت ، وثقل علينا الحديد ، دنوت من مسرور بن الوليد ، فقلت له ـ وسليمان يسمع كلامي ـ أنشدك الله يا أبا سعيد أن يقدم الأمير جنده إلى القتال على هذه الحال ، فأقبل سليمان فقال : يا غلام ، اصبر نفسك ، فو الله لا أنزل حتى يقضي الله تعالى بيني وبينهم ما هو قاض ، فتقدم على ميمنته الطّفيل بن حارثة الكلبي ، وعلى ميسرته الطّفيل بن زرارة الجرشي [١١] ، فحملوا عليه [١٢] حملة ، فانهزمت الميمنة والميسرة أكثر من غلوتين ، وسليمان في القلب لم يزل عن مكانه ، ثم حمل عليهم مرارا أصحاب سليمان حتى ردّوهم إلى مواضعهم. فلم يزالوا يحملون علينا ونحمل عليهم مرارا ، فقتل منهم مائتي رجل فيهم حرب بن