نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 12 صفحه : 165
العبّاس بن هاشم [١] ، عن أبيه ، عن عوانة ، قال : خطب [٢] الحجّاج الناس بالكوفة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال : يا أهل العراق تزعمون أنّا من بقية ثمود ، وتزعمون أني ساحر ، وتزعمون أن الله عزوجل علّمني اسما من أسمائه أقهركم [به][٣] وأنتم أولياؤه بزعمكم وأنا عدوه ، فبيني وبينكم كتاب الله تعالى ، قال عزوجل : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ)[٤] فنحن بقية الصّالحين إن كنا من ثمود ، وقال عزوجل : (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى)[٥] والله أعدل في حكمه [٦] من أن يعلّم عدوا من أعدائه اسما من أسمائه يهزم به أولياءه [ثم حمي من كثرة كلامه][٧] ، ثم تحامل على رمانة المنبر فحطمها ، فجعل الناس يتلاحظون بينهم وهو ينظر إليهم ، فقال : يا أعداء الله ما هذا [الترامز ، أنا حديّا][٨] الظبي السّانح ، والغراب الأبقع ، والكوكب ذي الذنب. ثم أمر بذلك العود فأصلح قبل أن ينزل من المنبر.
قال المعافى : قول الحجّاج : أنا حديّا [٩] الظبي [فإنه أراد : إنا لثقتنا بالغلبة والاستعلاء نتحدى][١٠] ارتفاع الظبي سانحا وهو أحمد ما يكون في سرعته ومضائه ، والغراب الأبقع في تحدّره وذكائه ومكره وخبثه ودهائه [وذا الذنب من الكواكب فيما ينذر من عواقب مكروهه وبلائه ، فقال الحجّاج هذا مختالا في غلوائه ، ومرهبا لمن بين ظهرانيه من أعدائه ، والله ذو البأس الشديد ، بالمرصاد له ولحزبه ولأوليائه][١١].
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي
[١٠] العبارة المستدركة مكانها بياض بالأصل ، وقد استدركت عن بغية الطلب ٥ / ٢٠٧٣ وزيد في الجليس الصالح بعد «الاستعلاء» «والإحاطة والاستيلاء».
[١١] مكان العبارة المستدركة بين معكوفتين بياض بالأصل ، وقد كتب فقط عبارة : «هكذا في الأصل» وما استدرك زيادة عن الجليس الصالح ٤ / ٤٩ وبعض العبارة موجود في ابن العديم ٥ / ٢٠٧٣.
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 12 صفحه : 165