ولم يلبث أن خرج عبد الله بن الزبير يقول : لله درّك يا ابن الحنفية ، فما رأيت كاليوم رجلا ، ثم تمثل البيت الذي تمثله محمد بن علي.
قال : وخرج ابن الزبير متكئا على يد غلام أسلم مقرون [٢] الحاجبين ، مترادف الأسنان وقار. فوقفنا عليه [٣] بجانب الدار ، فجعل ابن الزبير يسأله ، فما رأيت رجلا أجلد مسألة ، ولا فتى أطرف جوابا منهما ، فقلت لمحمد : من الفتى؟ قال : ثابت بن عبد الله بن الزبير.
قال : وحدّثني الزبير ، حدّثني أعمامه والسهمي عن مسور بن عبد الملك قال : كنا نأتي مسجد رسول الله 6 ما ينزعنا إليه إلّا استماع كلام ثابت بن عبد الله ، والعجب بألفاظه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن الحياري الطبري ـ إملاء ـ نا الشيخ الإمام أبو الطّيّب سهل بن محمد بن سليمان ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن زياد ، حدّثنا محمد بن مستادل ، نا ابن أبي عمر بن خالد ، حدّثني مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال : قال لي أبي : يا بني تعلّم العلم ، فإنك إن تكن ذا مال يكن العلم كمالا ، وإن تكن غير ذي مال يكن لك العلم مالا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أخبرنا جدي أبو بكر ، أخبرنا أبو محمد بن زبر ، حدّثنا إبراهيم بن مهدي ، حدّثنا أبو حاتم السّجستاني ، حدّثنا الأصمعي [٤] عن جويرية بن أسماء قال : أتي عبد الله بن الزبير بابنه ثابت في قيوده فقال : أما والله لو سلف من والد قتل ولده لقتلته ، قال : فبينا هو كذلك إذ حمل عليه أهل الشام حتى دخلوا المسجد فقال : يا ثابت قم فرد هؤلاء عني ، فقام [٥] : وإنه لفي ثوبين ،