نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 10 صفحه : 327
وكان بغا مملوكا لذي الرئاستين الحسن بن سهل ، وكان يحمّق ويجهّل [١] في رأيه مع شجاعته وإقدامه [٢] وكثرة وقائعه وفتوحه [٣] ؛ وولّاه المستعين ديوان البريد ، فذكر أحمد بن كامل أن بغا الكبير مرض في جماد الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وعاده المستعين فلما انصرف من عيادته قضى من وقته [٤].
أحد قواد المتوكل ، وممن قدم معه دمشق في سنة أربع وأربعين ومائتين. فيها قرأت بخط عبد الله بن محمد أبي محمد الخطابي الشاعر : وكان المستنصر [٦] قد ولّى بغا هذا حجبته بعد وصيف [٧] التركي ، وولي فلسطين في أيام المستعين.
وذكر [٨] أبو الحسن محمد بن أحمد بن القوّاس الورّاق أن بغا كسر باب بيت المال فأخذ منه ما أراد وجمع أصحابه ، ثم صار إلى البيت فأحرق بابه ونهبت داره ودور ولده وأسبابه بسرّ من رأى [٩] ، فطلب الأمان فلم يؤمّن. فاستتر من أصحابه وانحدر من زورق مستخفيا ، فأخذته المغاربة عند الجسر بسرّ من رأى ليلة الخميس لليلة بقيت من ذي القعدة سنة أربع وخمسين ومائتين [١٠] فقتله وليد المغربي ، وطيف برأسه ثم بعث به إلى بغداد ، فنصب هناك والله تعالى أعلم.
[١] قوله : «ويجهل في رأيه» عن الوافي بالوفيات ومكانها بالأصل : «ويجمل في رواية» تحريف ظاهر.
[٨] من هنا إلى آخر الفقرة ، كانت بالأصل موضوعة في آخر ترجمة بغا الكبير ، ولا صلة لها به ، وهي تتعلق ببغا الصغير ، نقلناها من هناك ووضعناها هنا في موقعها الصحيح.
[٩] هي سامرا ، مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة (معجم البلدان).
[١٠] بالأصل : ومائتين مائة ، شطبت كلمة مائتين ، ولعل الناسخ أراد شطب مائة فشطب مائتين سهوا.
نام کتاب : تاريخ مدينة دمشق نویسنده : ابن عساكر جلد : 10 صفحه : 327