فسأله الخلافة من بعده، وسأله المرباع [1] وسأله أشياء، فقال له رجل [2] من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: زحزح قدميك لا تنزعك الرماح نزعا عنيفا، والله لو سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيبة [3] من سبيبات المدينة ما أعطاك، فولى عامر غضبان، وقال: لاملانها عليك خيلا ورجالا [4]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إن لم تهد عامرا فاكفينه، فأخذته غدة [5] كغدة البكر، فجعل ينادي يا آل عامر غدة كغدة البكر ! ! حتى قتلت عدو الله. * حدثنا إبراهيم بن المنذر قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، سمعت ليث بن سعد يحدث: أن أربد بن ربيعة [6] وعامر = قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم معروفة. وروي أن قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم كان وهو ابن ثمانين سنة (الاصابة 2: 242، وأسد الغابة 3: 84). [1] المرباع: هو ربع الغنيمة الذي كان يأخذه الرئيس في الجاهلية، ومن قولهم (لك المرباع منها والصفايا) (أقرب الموارد). [2] في الحلبية 2: 341 قال السهيلي وجعل أسيد بن حضير رضي الله تعالى عنه يضرب في رؤوسهما، ويقول: اخرجا أيها الهجرسان - أي القردان - فقال له عامر ومن أنت ؟ فقال: أسيد بن حضير. فقال أحضير بن سماك ؟ قال: نعم. قال: أبوك كان خيرا منك. قال: بلى أنا خير منك ومن أبي، لان أبي كان مشركا وأنت مشرك. [3] السبيبة: شقة من الثياب أي توع كان، وقيل هي من الكتان (النهاية في الغريب 2: 329 وقيل: هي الخصلة من الشعر، ومن الفرس شعر الذنب والعرف والناصية (أقرب الموارد 1: 488). [4] وفي رواية أخرى: خيلا جردا ورجالا مردا ولاربطن بكل نخلة فرسا (السيرة الحلبية 2: 341). [5] الغدة: طاعون الابل، والبكر: الفتى منه، وإنما تأسف عامر أن لم يمت في ميدان القتال كما يموت الشجعان، كما تأسف أيضا على موته في بيت سلولية (هامش نهاية الارب 18: 52). [6] في ابن هشام 4: 991 ط. صبيح، والسيرة الحلبية 2: 341 والبداية والنهاية 5: 56 أربد بن قيس بن جزء بن جعفر بن خالد. (*)