responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 6  صفحه : 555
وأبطلهما وكان محمد فيما ذكر كتب إلى المأمون قبل مكاشفة المأمون إياه بالخلاف عليه يسأله أن يتجافى له عن كور من كور خراسان سماها وأن يوجه العمال إليها من قبل محمد وأن يحتمل توجيه رجل من قبله يوليه البريد عليه ليكتب إليه بخبره فلما ورد إلى المأمون الكتاب بذلك كبر ذلك عليه واشتد فبعث إلى الفضل بن سهل وإلى أخيه الحسن فشاورهما في ذلك فقال الفضل الامر مخطر لك من شيعتك وأهل بيتك بطانة ولهم تأنيس بالمشاورة وفى قطع الامر دونهم وحشة وظهور قلة ثقة فرأى الامير في ذلك وقال الحسن كان يقال شاور في طلب الرأى من تثق بنصيحته وتألف العدو فيما لا اكتتام له بمشاورته فأحضر المأمون الخاصة من الرؤساء والاعلام وقرأ عليهم الكتاب فقالوا جميعا له أيها الامير تشاور في مخطر فاجعل لبديهتنا حظا من الروية فقال المأمون ذلك هو الحزم وأجلهم ثلاثا فلما اجتمعوا بعد ذلك قال أحدهم أيها الامير قد حلمت على كرهين ولست أرى خطأ مدافعة بمكروه أو لهما مخافة مكروه آخرهما وقال آخر كان يقال أيها الامير أسعدك الله إذا كان الامر مخطرا فإعطاؤك من نازعك طرفا من بغيته أمثل من أن تصير بالمنع إلى مكاشفته وقال آخر إنه كان يقال إذا كان علم الامور مغيبا عنك فخذ ما أمكنك من هدية يومك فإنك لا تأمن أن يكون فساد يومك راجعا بفساد غدك وقال آخر لئن خفت للبذل عاقبة إن أشهد منها لما يبعث إلا نأمن الفرقة وقال آخر لا أرى مفارقة منزلة سلامة فلعلي أعطى معها العافية فقال الحسن فقد وجب حقكم باجتهادكم وإن كنت من الرأى على مخالفتكم قال المأمون فناظرهم قال لذلك ما كان الاجتماع وأقبل الحسن عليهم فقال هل تعلمون أن محمدا تجاوز إلى طلب شئ ليس له بحق قالوا نعم ويحتمل ذلك لمن نخاف من ضرر منعه قال تثقون بكفه بعد إعطائه إياها فلا يتجاوز الطلب إلى غيرها قالوا لا ولعل سلامة تقع من دون ما تخاف وتتوقع قال فان تجاور بعدها بالمسألة أفما ترونه قد توهن بما بذل منها في نفسه قالوا ندفع ما يعرض له في عاقبه بمدافعة ما تنجزون في عاجله قال فهذا خلاف ما سمعناه من قول الحكماء قبلنا قالوا استصلح عاقبة أمرك باحتمال


نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 6  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست