responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 319
يا دهر أف لك من خليل * كم لك بالاشراق والاصيل من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل وإنما الامر إلى الجليل * وكل حى سالك السبيل قال فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها فعرفت ما أراد فخنقتنى عبرتي فرددت دمعى ولزمت السكون فعلمت أن البلاء قد نزل فأما عمتى فإنها سمعت ما سمعت وهى امرأة وفى النساء الرقة والجزع فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت واثكلاه ليت الموت أعدمنى الحياة اليوم ماتت فاطمة أمي وعلى أبى وحسن أخى يا خليفة الماضي وثمال الباقي قال فنظر إليها الحسين عليه السلام فقال يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان قالت بأبى أنت وأمى يا أبا عبد الله استقتلت نفسي فداك فرد غصته وترقوقت عيناه وقال لو ترك القطا ليلا لنام قالت يا ويلتى أفتغصب نفسك اغتصابا فذلك أقرح لقلبي وأشد على نفسي ولطمت وجهها وأهوت إلى جيبها وشقته وخرت مغشيا عليها فقام إليها الحسين فصب على وجهها الماء وقال لها يا أخية اتقى الله وتعزى بعزاء الله واعلمي أن أهل الارض يموتون وأن أهل السماء لا يبقون وأن كل شئ هالك إلا وجه الله الذى خلق الارض بقدرته ويبعث الخلق فيعودون وهو فرد وحده أبى خير منى وأمى خير منى وأخى خير منى ولى ولهم ولكل مسلم برسول الله أسوة قال فعزاها بهذا ونحوه وقال لها يا أخية إنى أقسم عليك فأبرى قسمي لا تشقى على جيبا ولا تخمشى على وجها ولا تدعى على بالويل والثبور إذا أنا هلكت قال ثم جاء بها حتى أجلسها عندي وخرج إلى أصحابه فأمرهم أن يقربوا بعض بيوتهم من بعض وأن يدخلوا الاطناب بعضها في بعض وأن يكونوا هم بين البيوت إلا الوجه الذى يأتيهم منه عدوهم (قال أبو مخنف) عن عبد الله بن عاصم عن الضحاك ابن عبد الله المشرقي قال فلما أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كله يصلون ويستغفرون ويدعون ويتضرعون قال فتمر بنا خيل لهم تحرسنا وإن حسينا ليقرأ ألا ليحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لانفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين


نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست