responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 2  صفحه : 461
وحاجتكم اعتبروا عباد الله بمن مات منكم وتفكروا فيمن كان قبلكم أين كانوا أمس وأين هم اليوم أين الجبارون وأين الذين كان لهم ذكر القتال والغلبة في مواطن الحروب قد تضعضع بهم الدهر وصاروا رميما قد تركت عليهم القالات الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات واين الملوك الذين أثاروا الارض وعمروها قد بعدوا ونسى ذكرهم وصاروا كلا شئ ألا إن الله قد أبقى عليهم التبعات وقطع عنهم الشهوات ومضوا والاعمال أعمالهم والدنيا دنيا غيرهم وبقينا خلفا بعدهم فإن نحن اعتبرنا بهم نجونا وإن اغتررنا كنا مثلهم أين الوضاء الحسنة وجوههم المعجبون بشبابهم صاروا ترابا وصار ما فرطوا فيه حسرة عليهم اين الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط وجعلوا فيها الاعاجيب قد تركوها لمن خلفهم فتلك مساكنهم خاوية وهم في ظلمات القبور هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا أين من تعرفون من أبنائكم وإخوانكم قد انتهت بهم آجالهم فوردوا على ما قدموا فحلوا عليه وأقاموا للشقوة والسعادة فيما بعد الموت ألا أن الله لا شريك له ليس بينه وبين أحد من خلقه سبب يعطيه به خيرا ولا يصرف عنه سوءا إلا بطاعته واتباع أمره واعلموا أنكم عبيد مدينون وإن ما عنده لا يدرك إلا بطاعته أما أنه لا خير بخير بعده النار ولا شر بشر بعده الجنة * حدثنى عبيد الله بن سعيد قال أخبرني عمى قال أخبرني سيف وحدثني السرى قال حدثنا شعيب قال أخبرنا سيف عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما بويع أبو بكر رضى الله عنه وجمع الانصار في الامر الذى افترقوا فيه قال ليتم بعث أسامة وقد ارتدت العرب إما عامة وإما خاصة في كل قبيلة ونجم النفاق واشرأبت اليهود والنصارى والمسلمون كالغنم في الليلة المطيرة الشاتية لفقد نبيهم صلى الله عليه وسلم وقلتهم وكثرة عدوهم فقال له الناس إن هؤلاء جل المسلمين والعرب على ما ترى قد انتقضت بك فليس ينبغى لك أن تفرق عنك جماعة المسلمين فقال أبو بكر والذى نفس أبى بكر بيده لو ظننت أن السباع تخطفني لانفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لم يبق في القرى غيرى لانفذته * حدثنى عبيد الله قال حدثنى عمى قال أخبرني


نام کتاب : تاريخ الطبري نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 2  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست