responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 8  صفحه : 177
بِكِتَابِكَ بِرِّي وَصِلَتِي فَجُزِيتَ خَيْرًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يُشَاقِقْ مَنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَخَيْرُ الْأَمَانِ أَمَانُ اللَّهِ، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ مَنْ لَمْ يَخَفْهُ فِي الدُّنْيَا، فَنَسْأَلُ اللَّهَ مخافة في الدنيا توجب لنا أماناً يوم القيامة عنده [1] .
قالوا: وكتب يزيد بن معاوية إلى ابن عبَّاس [2] يخبره بخروج الحسين إلى مكة، وأحسبه قد جاءه رجال من أهل المشرق فمنوه الخلافة، وعندك منهم خبر وتجربة، فإن كان قد فعل فقد قطع راسخ الْقَرَابَةِ، وَأَنْتَ كَبِيرُ أَهْلِ بَيْتِكَ وَالْمَنْظُورُ إِلَيْهِ، فَاكْفُفْهُ عَنِ السَّعْيِ فِي الْفُرْقَةِ.
وَكَتَبَ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ إِلَيْهِ وَإِلَى مَنْ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مِنْ قريش: يا أيها الراكب العادي مطيته [3] * على غدافرةٍ في سيرها فحم [4] أَبْلِغْ قُرَيْشًا عَلَى نَأْيِ الْمَزَارِ بِهَا * بَيْنِي وَبَيْنَ حُسَيْنِ اللَّهُ وَالرَّحِمُ وَمَوْقِفٌ بِفِنَاءِ الْبَيْتِ أَنْشُدُهُ * عَهْدَ الْإِلَهِ وَمَا تُوفَى بِهِ الذِّمَمُ عَنَّيْتُمُ قَوْمَكُمْ فَخْرًا بِأُمِّكُمُ * أُمٌّ لَعَمْرِي حَصَانٌ بَرَّةٌ كَرَمُ هِيَ الَّتِي لَا يُدَانِي فَضْلَهَا أحدٌ * بِنْتُ الرَّسُولِ وَخَيْرُ النَّاسِ قَدْ عَلِمُوا وَفَضْلُهَا لَكُمُ فَضْلٌ وَغَيْرُكُمُ * مِنْ قَوْمِكُمْ [5] لَهُمْ فِي فَضْلِهَا قِسَمُ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَوْ ظَنًّا كَعَالِمِهِ [6] * وَالظَّنُّ يَصْدُقُ أَحْيَانًا فَيَنْتَظِمُ أَنْ سَوْفَ يَتْرُكُكُمْ مَا تَدَّعُونَ بِهَا * قَتْلَى تَهَادَاكُمُ الْعِقْبَانُ وَالرَّخَمُ
يَا قَوْمَنَا لَا تُشِبُّوا الْحَرْبَ إِذْ مسكت * ومسكوا بحبال السلم [7] واعتصموا قد جرب الْحَرْبُ مَنْ قَدْ كَانَ قَبْلَكُمُ * مِنَ الْقُرُونِ وَقَدْ بَادَتْ بِهَا الْأُمَمُ فَأَنْصِفُوا قَوْمَكُمْ لَا تهلكوا برحاً [8] * فرب ذي برحٍ زَلَّتْ بِهِ الْقَدَمُ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ خُرُوجُ الْحُسَيْنِ لِأَمْرٍ تَكْرَهُهُ، وَلَسْتُ أَدَعُ النَّصِيحَةَ لَهُ في كل ما تجتمع به الألفة وتطفي به الثائرة، ودخل ابن عباس على الحسين فكلمه طويلاً وقال له: أنشدك أن تهلك غداً بحال مضيعة لا تأتي العراق، وإن كنت لابدَّ فاعلاً فأقم

[1] في رواية أبي مخنف عن الحارث بن كعب الوالبي أن عمرو أرسل بكتابه مع عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد (الطبري 6 / 219) .
[2] كذا بالاصل وابن عساكر 4 / 330 وفي ابن الاعثم: كتاب من يزيد إلى أهل المدينة من قريش وغيرهم من بني هاشم.
[3] في ابن عساكر: الغادي لطيته.
[4] في ابن الاعثم وابن عساكر: عذافرة في سيرة قحم.
[5] في ابن الاعثم: من يومكم.
[6] في ابن الاعثم: إني لاعلم حقا غير ما كذب والظن ... ويقتصم.
[7] في ابن الاعثم: تمسكوا بحبال الخير.
[8] في ابن الاعثم في الموضعين: بذخا.
(*)
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 8  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست