responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 12  صفحه : 83
وَخَرَجَ فِي ذِي الْحِجَّةِ إِلَى الْأَنْبَارِ فَأَخَذَهَا، وَكَانَ مَعَهُ دُبَيْسُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَزْيَدٍ، وَخَرَّبَ أَمَاكِنَ وَحَرَّقَ غَيْرَهَا ثُمَّ أَذِنَ لَهُ الخليفة فِي الدُّخُولِ إِلَى بَيْتِ النُّوبَةِ لِيَخْلَعَ عَلَيْهِ، فجاء إلى أن حاذى بيت النوبة فقبل الأرض وانصرف إلى منزله، وَلَمْ يَعْبُرْ، فَقَوِيَتِ الْوَحْشَةُ.
وَلَمْ يَحُجَّ أَحَدٌ من أهل العراق فيها.
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ ... الْحُسَيْنُ بْنُ جعفر بن محمد ابن دَاوُدَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمَاسِيُّ، سَمِعَ ابْنَ شاهين وابن حيويه والدارقطني، وكان ثقة مأموناً مَشْهُورًا بِاصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ، وَفِعْلِ الْخَيْرِ، وَافْتِقَادِ الْفُقَرَاءِ، وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ، وَكَانَ قَدْ أُرِيدَ عَلَى الشَّهَادَةِ فأبى ذلك، وكان له فِي كُلِّ شَهْرٍ عَشْرَةُ دَنَانِيرَ نَفَقَةً لِأَهْلِهِ.
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ اللَّبَّانِ، أحد تلامذة أبي حامد الأسفراييني، ولي قضاء الكرخ، وكان يصلي بالناس التراويح، ثم يقوم بعد انصرافهم فيصلي إلى أن يطلع الفجر، وربما انْقَضَى الشَّهْرُ عَنْهُ وَلَمْ يَضْطَجِعْ إِلَى الْأَرْضِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وأربعمائة فِيهَا مَلَكَ طُغْرُلْبَكَ بَغْدَادَ، وَهُوَ أَوَّلُ مُلُوكِ السلجوقية، ملكها وبلاد العراق.
وفيها تأكدت الوحشة بين الخليفة والبساسيري، وَاشْتَكَتِ الْأَتْرَاكُ مِنْهُ، وَأَطْلَقَ رَئِيسُ الرُّؤَسَاءِ عِبَارَتَهُ فِيهِ، وَذَكَرَ قَبِيحَ أَفْعَالِهِ، وَأَنَّهُ كَاتَبَ الْمِصْرِيِّينَ بالطاعة، وخلع ما كان عليه من طاعة الْعَبَّاسِيِّينَ، وَقَالَ الْخَلِيفَةُ وَلَيْسَ إِلَّا إِهْلَاكُهُ.
وَفِيهَا غَلَتِ الْأَسْعَارُ بِنُوَاحِي الْأَهْوَازِ حَتَّى بِيعَ الْكُرُّ بشيراز بِأَلْفِ دِينَارٍ.
وَفِيهَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بَيْنَ السُّنَّةِ والرافضة على العادة، فاقتتلوا قتالاً مُسْتَمِرًّا، وَلَا تَمَكَّنَ الدَّوْلَةُ أَنْ يَحْجِزُوا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ.
وَفِيهَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بَيْنَ الْأَشَاعِرَةِ وَالْحَنَابِلَةِ، فقوي جانب الحنابلة قوة عظيمة، بحيث إنه كان ليس لأحد من الأشاعرة أن يشهد الجمعة ولا الجماعات.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ أَرْسَلَانُ التُّرْكِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْبَسَاسِيرِيِّ قَدْ عَظُمَ أَمْرُهُ وَاسْتَفْحَلَ، لِعَدَمِ أَقْرَانِهِ مِنْ مقدمي الأتراك، واستولى على البلاد وطار اسمه، وخافته أُمَرَاءُ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَدُعِيَ لَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمَنَابِرِ الْعِرَاقِيَّةِ وَالْأَهْوَازِ وَنَوَاحِيهَا، وَلَمْ يَكُنِ للخليفة قطع ولا وصل دُونَهُ، ثُمَّ صَحَّ عِنْدَ الْخَلِيفَةِ سُوءُ عَقِيدَتِهِ، وشهد عنده جماعة من الأتراك أنه عازم على نهب دار الخلافة، وأنه يريد (*)
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 12  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست