responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 12  صفحه : 128
وهي طَوِيلَةٌ وَفِيهَا صَنْعَةٌ قَوِيَّةٌ مُهَيِّجَةٌ عَلَى الْبُكَاءِ لِكُلِّ مَنْ قَرَأَهَا أَوْ سَمِعَهَا، لِأَنَّهُ مَا من أحد إلا فارق خلاً أو حبيباً أو نسيباً، وله أيضاً: بيني وبينك ما لو شئت لم يصعِ * سِرٌّ إِذَا ذَاعَتِ الْأَسْرَارُ لَمْ يَذِعِ يَا بَائِعًا حَظَّهُ مِنِّي وَلَوْ بُذِلَتْ * لِيَ الْحَيَاةُ بحظي منه لم أبع يكفيك أنك لو حَمَّلْتَ قَلْبِي مَا * لَا تَسْتَطِيعُ قُلُوبُ النَّاسِ يستطيع تهْ احتمل واستطل أصبر وعزهن [1] * وَوَلِّ أُقْبِلْ وَقُلْ أَسْمَعْ وَمُرْ أُطِعْ تُوُفِّيَ في رجب منها وَاسْتَمَرَّ وَلَدُهُ أَبُو بَكْرٍ وَزِيرًا لِلْمُعْتَمِدِ بْنِ عباد، حتى أخذ ابن ياسين قُرْطُبَةَ مِنْ يَدِهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ، فقتل يومئذ.
قاله ابن خلكان.
كريمة بنت أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الْمَرْوَزِيَّةُ، كَانَتْ عَالِمَةً صَالِحَةً، سَمِعَتْ صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ عَلَى
الْكُشْمِيهَنِيِّ، وَقَرَأَ عَلَيْهَا الْأَئِمَّةُ كَالْخَطِيبِ وَأَبِي الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيِّ وَغَيْرِهِمَا.
ثم دخلت سنة أربع وستين وأربعمائة فِيهَا قَامَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ مَعَ الْحَنَابِلَةِ فِي الْإِنْكَارِ عَلَى الْمُفْسِدِينَ، وَالَّذِينَ يَبِيعُونَ الخمور، وفي إبطال المواجرات وهن البغايا، وكتبوا إلى السلطان في ذلك فجاءت كتبه في الإنكار.
وَفِيهَا كَانَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ بِبَغْدَادَ ارْتَجَّتْ لَهَا الْأَرْضُ سِتَّ مَرَّاتٍ.
وَفِيهَا كَانَ غَلَاءٌ شَدِيدٌ وَمَوَتَانٌ ذَرِيعٌ فِي الْحَيَوَانَاتِ، بِحَيْثُ إِنَّ بَعْضَ الرُّعَاةِ بِخُرَاسَانَ قَامَ وَقْتَ الصَّبَاحِ لِيَسْرَحَ بِغَنَمِهِ فَإِذَا هُنَّ قَدْ مِتْنَ كُلُّهُنَّ، وَجَاءَ سَيْلٌ عَظِيمٌ وَبَرَدٌ كِبَارٌ أَتْلَفَ شَيْئًا كَثِيرًا مِنَ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ بِخُرَاسَانَ.
وَفِيهَا تَزَوَّجَ الْأَمِيرُ عُدَّةُ الدِّينِ وَلَدُ الْخَلِيفَةِ بِابْنَةِ السُّلْطَانِ أَلْبِ أَرْسَلَانَ " سِفْرَى خَاتُونَ " وَذَلِكَ بِنَيْسَابُورَ، وَكَانَ وَكِيلُ السُّلْطَانِ نظام الملك، ووكيل الزوج عميد الدولة بن جَهِيرٍ، وَحِينَ عُقِدَ الْعَقْدُ نُثِرَ عَلَى النَّاسِ جواهر نفيسة.
وممن توفي فيها من الأعيان ... زكريا بن محمد بن حيده أَبُو مَنْصُورٍ النَّيْسَابُورِيُّ، كَانَ يَزْعُمُ أنَّه مِنْ سُلَالَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَرَوَى الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُذْهِبِ، وَكَانَ ثِقَةً.
تُوُفِّيَ في المحرم منها وقد قارب الثمانين.

[1] في وفيات الاعيان 1 / 140 وتاريخ ابن الوردي 1 / 564: وعزأهن.
(*)
نام کتاب : البدايه والنهايه - ط احياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 12  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست