responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 129


الحرام الذي بمكة حافيا راجلا وكل مملوك يملكه من اليوم إلى ثلاثين حجة بشراء أو هبة أحرار لوجه الله ، وكل امرأة له طالق ثلاثا ، وكل ما يملكه من ذهب أو فضة أو متاع أو دابة أو غير ذلك ، فهو صدقة على المساكين ، وهو يكفر بالله وبكتابه المنزل على نبيه ، والله عليه بما وكد [1] ، وجعل على نفسه في هذه الإيمان راع وكفيل ، وكفى بالله شهيدا .
قالوا : وكان من رأي أبي جعفر الوفاء لابن هبيرة وأصحابه .
قدوم ابن هبيرة على أبي العباس قال : وذكروا أن ابن هبيرة وأصحابه لما جاءهم الكتاب بالأمان ، ترددوا فيه أربعين يوما يتدبرونه ، ويستخيرون الله في الخروج إليهم ، ثم عزم الله له في القدوم على أبي العباس وأبي جعفر ، وكان أبو مسلم كثيرا ما كتب لأبي العباس إنه قل طريق سهل يلقى فيه حجارة إلا أضر ذلك بأهله ، ولا والله يصلح طريق فيه ابن هبيرة وأصحابه ، وكان أبو الجهم بن عطية عين أبي مسلم على أبي العباس فكان يكتب إليه بالأخبار ، وكان أبو العباس لا يقطع أمرا دون رأي أبي مسلم ، وقد كان ابن هبيرة في تلك الأربعين ليلة يجمع لذلك الكتاب ممن يعبر الكلام والفقه طرفي النهار ، فيترددون فيه ، حتى بلغوا فيه الغاية التي يريدون ، ثم خرج ابن هبيرة إلى أبي جعفر في ألف وثلاث مئة . فلما قدم أراد أن يدخل دار الإمارة على دابته . فقام الآذن فقال : مرحبا بك أبا خالد ، انزل راشدا ، وقد طاف بالدار يومئذ نحو من عشرة آلاف رجل من أهل خراسان ، متلئمين في السلاح ، أعينهم تزهو من تحت المغافر [2] ، على عواتقهم السيوف مشهورة ، وعمد الحديد بأيديهم . فأتى ابن هبيرة بوسادة ، فطرحت له ، فجلس عليها ، ثم دعا الحاجب بالقواد ، فدخلوا على أبي جعفر ، ثم خرج سلام بن سلام فقال :
ادخل يا أبا خالد . قال : ومن معي ؟ قال : إنما استأذنت لك ، فدخل ، فوضعت له وسادة فجلس ، فحدثه أبو جعفر طويلا ثم نهض فركب ، فأتبعه أبو جعفر بصره حتى انصرف .
قتل ابن هبيرة قال : وذكروا أن أبا العباس كتب إلى أبي جعفر : أن اقتل ابن هبيرة ، فراده أبو جعفر بالكتاب . فكتب إليه أبو العباس : والله لتقتلنه أو لأبعثن إليك من يخرجه من عندك ، ويتولى



[1] وكد : أكد وثبت .
[2] المغافر : جمع مغفر بكسر الميم وسكون الغين ، وهو زرد من الحديد منسوج على هيئة حلقات يلبسه المحارب تحت القلنسوة على رأسه ووجهه .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست