responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 121


منه ، والذي يريده من فسخ ما أنت فيه ، فكتب إلى أبي مسلم بذلك ، وكان أبو العباس وأبو جعفر لا يسميان عبد الرحمن ( يعني أبا مسلم إلا عما ) . فلما قدم الكتاب إلى أبي مسلم ، كتب إلى أبي العباس : إن كان رابك منه ريب فاضرب عنقه . فلما أتاه الكتاب قال له وزراؤه :
إنك لا تأمن من أن يكون ذلك غدرا من أبي مسلم ، وأن يكون إنما يريد أن يجد السبيل إلى ما تتخوف منه ، ولكن اكتب إليه أن يبعث إليك برجل من قواده يضرب عنقه . فكتب إليه بذلك ، وذكر في كتابه : إني لا أقدم ولا أؤخر إلا برأيك . فبعث إليه برجل يقال له مرار الضبي . فلما قدم على أبي العباس أمر ذلك الضبي أن يقعد له في الظلمة ، في داخل الإمارة بالكوفة ، فإذا خرج ضربه بالسيف برأسه ، فقتله ، ثم أمر بصلبه . فلما أصبح الناس إذا هم بأبي سلمة مصلوبا على دار الإمارة .
قتل رجال بني أمية بالشام قال : وذكروا أن أبا العباس ولى عمه عبد الله بن علي ، الذي يقال له السفاح : الشام ، وأمره أن يسكن فلسطين ، وأن يجد السير نحوها ، وهنأه بما أصاب من أموال بني أمية ، وكتب إلى صالح بن علي أن يلحق بمصر واليا عليها . فقدم السفاح فلسطين ، وتقدم صالح إلى مصر ، فأتاها بعد قتل مروان بيومين ، وأن السفاح بعث إلى بني أمية ، وأظهر للناس أن أمير المؤمنين وصاه بهم ، وأمره بصلتهم ، وإلحاقهم في ديوانه ، ورد أموالهم عليهم ، فقدم عليه من أكابر بني أمية وخيارهم ، ثلاثة وثمانون رجلا ، وكان فيهم عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك ، وأبان بن معاوية بن هشام ، وعبد الرحمن بن معاوية ، وغيرهم من صناديد بني أمية . فأما عبد الرحمن بن معاوية ، فلقيه رجل كان صنع به برا ، وأسداه خيرا ، وأولاه جميلا . فقال له :
أطعني اليوم في كلمة ، ثم اعصني إلى يوم القيامة . فقال له عبد الرحمن : وما أطيعك فيه اليوم ؟
فقال له الرجل : أدرك موضع سلطانك ، وقاعدتك المغرب ، النجاء النجاء ، فإن هذا غدر من السفاح ، ويريد قتل من بقي من بني أمية . فقال له عبد الرحمن : ويحك إنه كتاب أبي العباس ، قدم عليه ، يأمره فيه بصلتنا ، ورد أموالنا إلينا ، وإلحاقنا بالعطاء الكامل ، والرزق الوافر .
فقال له الرجل : ويحك أتغفل ؟ والله لا يستقر ملك بني العباس ، ولا يستول على سلطان ، ومنكم عين تطرف . فقال له عبد الرحمن : ما أنا بالذي يطيعك في هذا . فقال الرجل : أفتأذن لي أن أنظر إلى ما تحت ظهرك مكشوفا ؟ فقال له : وما تريد بهذا ؟ فقال له : أنت والله صاحب الأمر بالأندلس ، فاكشف لي ، فكشف عبد الرحمن عن ظهره ، فنظر الرجل فإذا العلامة

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 2  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست