responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 67


للبلاء ، وحملك على المعصية ، أعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان وما غضبت حتى أغضبت ، وما هجت حتى هيجت ، فاتق الله ، وارجعي إلى بيتك .
فأجابه طلحة والزبير : إنك سرت مسيرا له ما بعده ، ولست راجعا وفي نفسك منه حاجة ، فامض لأمرك ، أما أنت فلست راضيا دون دخولنا في طاعتك ، ولسنا بداخلين فيها أبدا ، فاقض ما أنت قاض .
وكتبت عائشة : جل الأمر عن العتاب ، والسلام .
قال : ورجعت رسل علي من البصرة . فمنهم من أجابه وأتاه ، ومنهم من لحق بعائشة وطلحة والزبير ، وبعث الأحنف بن قيس إلى علي : إن شئت أتيتك في مائتي رجل من أهل بيتي ، وإن شئت كففت عنك أربعة آلاف سيف ، فأرسل إليه علي : بل كف عني أربعة آلاف سيف ، وكفى بذلك ناصرا . فجمع الأحنف بني تميم ، فقال . يا معشر بني تميم ، إن ظهر أهل البصرة فهم إخوانكم وإن ظهر علي فلن يهيجكم ، وكنتم قد سلمتم . فكف بنو تميم ، ولم يخرجوا إلى أحد الفريقين .
قال : ولما كتب علي إلى طلحة والزبير أتى زمعة بن الأسود إلى طلحة والزبير . فقال لهما : إن عليا قد أكثر إليكما الرسل ، كأنه طمع فيكما ، وأطمعتماه في أنفسكما ، فاتقيا الله إن كنتما بايعتماه طائعين ، واتقيا الله علينا وعلى أنفسكما ، فإن اللبن في الضرع ، ومتى يحلب لا يرجع ، وإن كنتما بايعتماه مكرهين فاخرقا هذا الوطب [1] ، وادفعا هذا اللبن ، فما أغنانا عن هذه الكتب والرسل . قال : فخرج طلحة والزبير وعائشة ، وهي على جمل عليه هودج ، قد ضرب عليه صفائح الحديد ، فبرزوا حتى خرجوا من الدور ومن أفنية البصرة ، فلما تواقفوا للقتال ، أمر على مناديا ينادي من أصحابه لا يرمين أحد منهما ولا حجرا ، ولا يطعن برمح حتى أعذر إلى القوم ، فاتخذ عليهم الحجة . قال : فكلم على طلحة والزبير قبل القتال ، فقال لهما : استحلفا عائشة بحق الله وبحق رسوله على أربع خصال أن تصدق فيها : هل تعلم رجلا من قريش أولى مني بالله ورسوله ، وإسلامي قبل كافة الناس أجمعين وكفايتي رسول الله كفار العرب بسيفي ورمحي ، وعلى براءتي من دم عثمان ، وعلى أني لم أستكره أحدا على أني لم أكن أحسن قولا في عثمان منكما . فأجابه طلحة جوابا غليظا ، ورق له الزبير ، ثم رجع علي إلى أصحابه فقالوا : يا أمير المؤمنين ، بم كلمت



[1] الوطب سقاء اللبن ، وهو القربة .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست