responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 65


في التأليب على قتل عثمان ، فقال لطلحة : هل تعرف هذا الكتاب ؟ قال : نعم . قال : فما ردك على ما كنت عليه ؟ وكنت أمس تكتب إلينا تؤلبنا على قتل عثمان ، وأنت اليوم تدعونا إلى الطلب بدمه ، وقد زعمتما أن عليا دعاكما إلى أن تكون البيعة لكما قبله ، إذ كنتما أسن منه ، فأبيتما إلا أن تقدماه لقرابته وسابقته ، فبايعتماه ، فكيف تنكثان بيعتكما بعد الذي عرض عليكما ؟ قال طلحة : دعانا إلى البيعة بعد أن اغتصبها وبايعه الناس ، فعلمنا حين عرض علينا أنه غير فاعل ، ولو فعل أبى ذلك المهاجرون والأنصار ، وخفنا أن نرد بيعته فنقتل ، فبايعناه كارهين . قال فما بدا لكما في عثمان ؟ قالا : ذكرنا ما كان من طعننا عليه ، وخذلاننا إياه ، فلم نجد من ذلك مخرجا إلا الطلب بدمه . قال : ما تأمرانني به ؟ قالا : بايعنا على قتال علي ، ونقض بيعته ، قال : أرأيتما إن أتانا بعدكما من يدعونا إلى ما تدعوان إليه ، ما نصنع ؟
قالا : لا تبايعه . قال : ما أنصفتما ، أتأمرانني أن أقاتل عليا وأنقض بيعته وهي في أعناقكما ، وتنهياني عن بيعة من لا بيعة له عليكما ؟ أما إننا قد بايعنا عليا ، فإن شئتما بايعناكما بيسار أيدينا . قال : ثم تفرق الناس ، فصارت فرقة مع عثمان بن حنيف ، وفرقة مع طلحة والزبير ثم جاء جارية بن قدامة ، فقال : يا أم المؤمنين ، لقتل عثمان كان أهون علينا من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون ، إنه كانت لك من الله تعالى حرمة وستر فهتكت سترك ، وأبحت حرمتك إنه من رأى قتالك فقد رأى قتلك ، فإن كنت يا أم المؤمنين أتيتنا طائعة فارجعي إلى منزلك ، وإن كنت أتيتنا مستكرهة فاستعتبي الله .
قتل أصحاب عثمان بن حنيف عامل علي على البصرة قال : وذكروا أنه لما اختلف القوم اصطلحوا على أن لعثمان بن حنيف دار الإمارة ومسجدها وبيت المال ، وأن ينزل أصحابه حيث شاءوا من البصرة ، وأن ينزل طلحة والزبير وأصحابهما حيث شاءوا حتى يقدم علي ، فإن اجتمعوا دخلوا فيما دخل فيه الناس ، وإن يتفرقوا يلحق كل قوم بأهوائهم ، عليهم بذلك عهد الله وميثاقه ، وذمة نبيه ، وأشهدوا شهودا من الفريقين جميعا . فانصرف عثمان ، فدخل دار الإمارة ، وأمر أصحابه أن يلحقوا بمنازلهم ، ويضعوا سلاحهم وافترق الناس ، وكتموا ما في أنفسهم ، غير بني عبد القيس ، فإنهم أظهروا نصرة علي ، وكان حكيم بن جبل رئيسهم ، فاجتمعوا إليه ، فقال لهم : يا معشر عبد القيس . إن عثمان بن حنيف دمه مضمون ، وأمانته مؤداة ، وأيم الله لو لم يكن علي أميرا لمنعناه ، لمكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكيف وله الولاية والجوار ، فاشخصوا بأنصاركم ، وجاهدوا العدو ، فإما أن تموتوا كراما وإما أن تعيشوا أحرارا . فمكث عثمان بن حنيف في الدار أياما ،

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست