responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 59


طلحة ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إنه والله لرب حق ضيعناه وتركناه ، فلما حضر العذر قضينا بالحق ، وأخذنا بالحظ ، إن عليا يرى إنفاذ بيعته ، وإن معاوية لا يرى أن يبايع له ، وإنا نرى أن نردها شورى ، فإن سرت معنا ومع أم المؤمنين صلحت الأمور ، وإلا فهي الهلكة . فقال ابن عمر : إن يكن قولكما حقا ففضلا ضيعت ، وإن يكن باطلا فشر منه نجوت ، واعلما أن بيت عائشة خير لها من هودجها ، وأنتما المدينة خير لكما من البصرة ، والذل خير لكما من السيف ، ولن يقاتل عليا إلا من كان خيرا منه ، وأما الشورى فقد والله كانت ، فقدم وأخرتما ، ولن يردها إلا أولئك الذين حكموا فيها ، فاكفياني أنفسكما ، فانصرفا . فقال مروان : استعينا عليه بحفصة ، فأتيا حفصة ، فقالت : لو أطاعني أطاع عائشة ، دعاه ، فاتركاه وتوجها إلى البصرة . وأتاهما عبد الله بن خلف ، فقال لهما : إنه ليس أحد من أهل الحجاز كان منه في عثمان شئ إلا وقد بلغ أهل العراق ، وقد كان منكما في عثمان من التحليب والتأليب ما لا يدفعه جحود ، ولا ينفعكما فيه عذر ، وأحسن الناس فيكما قولا من أزال عنكما القتل وألزمكما الخذل ، وقد بايع الناس عليا بيعة عامة ، والناس لاقوكما غدا ، فما تقولان ؟ فقال طلحة : ننكر القتل ، ونقر بالخذل ، ولا ينفع الإقرار بالذنب إلا مع الندم عليه ، ولقد ندمنا على ما كان منا . وقال الزبير : بايعنا عليا والسيف على أعناقنا ، حيث تواثب الناس بالبيعة إليه دون مشورتنا ، ولم نصب لعثمان خطأ فتجب علينا الدية ، ولا عمدا فيجب علينا القصاص . فقال عبد الله بن خلف : عذركما أشد من ذنبكما ، قال : فتهيأ القوم للمسير ، فقال طلحة والزبير : أسرعوا السير ، لعلنا نسبق عليا من خلاف طريقه إلى البصرة .
قال : وكتب قثم بن عباس إلى علي يخبره أن طلحة والزبير وعائشة قد خرجوا من مكة ، يريدون البصرة ، وقد استنفروا الناس ، فلم يخف معهم إلا من لا يعتد بمسيره ، ومن خلفت بعدك فعلى ما تحب . فلما قدم على علي كتابه غمه ذلك ، وأعظمه الناس ، وسقط في أيديهم ، فقام قيس بن سعد بن عبادة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنه والله ما غمنا بهذين الرجلين كغمنا بعائشة ، لأن هذين الرجلين حلالا الدم عندنا ، لبيعتهما ونكثهما ، ولأن عائشة من علمت مقامها في الإسلام ، ومكانها من رسول الله ، مع فضلها ودينها وأمومتها منا ومنك ، ولكنهما يقدمان البصرة ، وليس كل أهلها لهما ، وتقدم الكوفة ، وكل أهلها لك ، وتسير بحقك إلى باطلهم ، ولقد كنا نخاف أن يسيرا إلى الشام ، فيقال : صاحبا رسول الله وأم المؤمنين ، فيشتد البلاء ، وتعظم الفتنة ، فأما إذا أتيا البصرة وقد سبقت إلى طاعتك ، وسبقوا إلى بيعتك ، وحكم عليهم عاملك ، ولا والله ما معهما مثل ما معك ، ولا يقدمان على مثل ما تقدم عليه ، فسر فإن الله معك ، وتتابعت الأنصار فقالوا وأحسنوا . قال : ولما نزل طلحة والزبير

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست