responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 44


إلا عن مكافأة [1] وليقتلن به الرجال ومن في الأصلاب . فقالوا له : أيا يهودي ، أشبع بطنك ، وكسا ظهرك والله لا ينتطح فيه شاتان ، ولا يتنافر فيه ديكان ، فقال : أما الشاتان والديكان فصدقتم ، ولكن التيسان [2] الأكبران يتناطحان فيه فحصبوه ورموه حتى شجوه . فالتفت إلى عثمان ، فقال له :
زعموا أنك أشبعت بطني وكسوت ظهري ، فاصبر يا أمير المؤمنين ، فوالذي نفسي بيده إني أجدك في كتاب الله تعالى المنزل : الخليفة المظلوم الشهيد ، فرميت بالسهام من كل جانب ، وكان الحسن بن علي حاضرا ، فأصابه سهم ، فخضبه بالدم ، وأصاب مروان سهم ، وهو في الدار ، وخضب محمد بن طلحة ، وشج قنبر مولى علي فخشى محمد بن أبي بكر أن يغضب بنو هاشم للحسن فيثيروها فتنة .
قتل عثمان رضي الله عنه وكيف كان قال : وذكروا أن محمد بن أبي بكر لما خرج الحسن بن علي أخذ بيد رجلين ، فقال لهما :
إن جاءت بنو هاشم ، فرأوا الدماء على وجه الحسن ، كشفوا الناس عن عثمان ، وبطل ما تريدون ولكن قوموا حتى نتسور عليه ، فنقتله من غير أن يعلم أحد ، فتسور هو وصاحباه من دار رجل من الأنصار ، حتى دخلوا على عثمان ، وما يعلم أحد ممن كان معه ، لأن كل من معه كان فوق البيت ، ولم يكن معه إلا امرأته ، فدخل عليه محمد بن أبي بكر فصرعه ، وقعد على صدره ، وأخذ بلحيته ، وقال : يا نعثل ( 2 ) . ما أغنى عنك معاوية ، وما أغنى عنك ابن عامر وابن أبي سرح .
فقال له عثمان ، لو رآني أبوك رضي الله عنه لبكاني ، ولساءه مكانك مني ، فتراخت يده عنه ، وقام عنه وخرج فدعا عثمان بوضوء فتوضأ ، وأخذ مصحفا ، فوضعه في حجره ، ليتحرم ( 3 ) به ودخل عليه رجل من أهل الكوفة بمشقص ( 4 ) في يده ، فوجأ به ( 5 ) منكبه مما يلي الترقوة ، فأدماه ونضح الدم على ذلك المصحف ، وجاء آخر فضربه برجله ، وجاء آخر فوجأه بقائم سيفه ، فغشى عليه ، ومحمد بن أبي بكر لم يدخل مع هؤلاء ، فتصايح نساؤه ، ورش الماء على وجهه فأفاق ، فدخل محمد بن أبي بكر وقد أفاق فقال له : أي نعثل ، غيرت وبدلت وفعلت . ثم دخل رجل من أهل مصر ، فأخذ بلحيته ، فنتف منها خصله ، وسل سيفه ، وقال : أفرجوا لي ، فعلاه بالسيف ، فتلقاه عثمان بيده : فقطعها ، فقال عثمان أما والله إنها أول يد خطت المفصل ، وكتبت



[1] يريد أن الإيمان ينزع من القلوب ويحل محله الخوف والحرص على الدنيا فالذي يصل رحمه يرجو منهم جزاء على صلته لهم أي لا يصلها ابتغاء وجه الله وإنما لغرض الدنيا
[2] يريد عليا ومعاوية ، والعرب تشبه الرجل الشجاع بالتيس ، وهو ذكر المعز . ( 3 ) النعثل : الشيخ الأحمق ، ورجل ذو لحية كان يشبه به عثمان رضي الله عنه . ( 4 ) يتحرم به : يصير به كأنه في حرم لا يجرؤ أحد على قتله . ( 5 ) المشقص : نصل عريض أو طويل أو سهم فيه نصل عريض أو طويل . ( 6 ) وجاء به : ضرب به أو طعن به .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست