responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 41


وزاده في المسجد فله به الجنة ، فاشتريته بعشرين ألفا ، وأدخلته في المسجد ؟ قال طلحة : نعم .
قال : فهل تعلم اليوم أحدا يمنع فيه من الصلاة غيري ؟ قال : لا . قال : لم ؟ قال : لأنك غيرت وبدلت . ثم انصرف عثمان وبعث إلى علي بخبره أنه منع من الماء ، ويستغيث به ، فبعث إليه علي ثلاث قرب مملوءة ماء ، فما كادت تصل إليه ، فقال طلحة : ما أنت وهذا ؟ وكان بينهما في ذلك كلام شديد ، فبينما هم كذلك إذ أتاهم آت فقال لهم : إن معاوية قد بعث من الشام يزيد بن أسيد مددا لعثمان ، في أربعة آلاف من خيل الشام ، فاصنعوا ما أنتم صانعون ، وإلا فانصرفوا وكان معه في الدار مئة رجل ينصرونه منهم عبد الله بن الزبير ، ومروان بن الحكم ، والحسن بن علي ، وعبد الله بن سلام ، وأبو هريرة ، فلما سمع القوم إقبال أهل الشام ، قاموا فألهبوا النار بباب عثمان ، فلما نظر أهل الدار إلى النار ، نصبوا للقتال وتهيئوا ، فكره ذلك عثمان قال : لا أريد أن تهراق في محجمة [1] دم ، وقال لجميع من في الدار : أنتم في حل من بيعتي ، لا أحب أن يقتل في أحد ، وكان فيهم عبد الله بن عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين : مع من تأمرني أن أكون إن غلب هؤلاء القوم عليك ؟ قال : عليك بلزوم الجماعة . قلت : فإن كانت الجماعة هي التي تغلب عليك ؟ قال عليك بلزوم الجماعة حيث كانت . قال : ثم دخل عليه الحسن بن علي ، فقال مرني بما شئت ، فإني طوع يديك . فقال له عثمان : ارجع يا بن أخي ، اجلس في بيتك حتى يأتي الله بأمره . ثم دخل عليه أبو هريرة متقلدا سيفه ، فقال : طاب الضراب يا أمير المؤمنين ، قد قتلوا منا رجلا ، وقد ألهبوا النار ، فقال عثمان : عزمت عليك يا أبا هريرة إلا ألقيت سيفك ، قال أبو هريرة : فألقيته فلا أدري من أخذه . قال : ودخل المغيرة بن شعبة ، فقال له : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قد اجتمعوا عليك ، فإن أحببت فالحق بمكة ، وإن أحببت أن نخرق لك بابا من الدار فتلحق بالشام ففيها معاوية وأنصارك من أهل الشام ، وإن أبيت فاخرج ونخرج ، ونحاكم القوم إلى الله تعالى . فقال عثمان : أما ما ذكرت من الخروج إلى مكة ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يلحد بمكة رجل من قريش ، عليه نصف عذاب هذه الأمة من الإنس والجن ، فلن أكون ذلك الرجل إن شاء الله ، وأما ما ذكرت من الخروج إلى الشام ، فإن المدينة دار هجرتي ، وجوار قبر النبي عليه الصلاة والسلام ، فلا حاجة لي في الخروج من دار هجرتي ، وأما ما ذكرت من محاكمة هؤلاء القوم إلى الله ، فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بإهراق الدم .



[1] المحجمة : آلة يؤخذ بها الدم من المريض تشبه الحقنة عندنا الآن ، والمراد : دم قليل .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست