responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 39


تولية محمد بن أبي بكر على مصر شكوى أهل مصر من ابن أبي سرح قال : وذكروا أن أهل مصر جاءوا يشكون ابن أبي سرح عاملهم ، فكتب إليه عثمان كتابا يتهدده فيه ، فأبى ابن أبي سرح أن يقبل ما نهاه عنه عثمان وضرب بعض من أتاه به من قبل عثمان من أهل مصر حتى قتله ، فخرج من أهل مصر سبع مئة رجل فنزلوا المسجد وشكوا إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقيت الصلاة ما صنع بهم ابن أبي سرح ، فقام طلحة فتكلم بكلام شديد وأرسلت عائشة إلى عثمان فقالت له : قد تقدم إليك أصحاب رسول الله وسألوك عزل هذا الرجل ، فأبيت إلا واحدة ، فهذا قد قتل منهم رجلا فأنصفهم من عاملك . ودخل عليه علي وكان متكلم القوم ، فقال له : إنما يسألونك رجلا مكان رجل ، وقد ادعوا قبله دما ، فاعزله عنهم واقض بينهم فإن وجب لهم عليه حق ، فانصفهم منه ، فقال اختاروا رجلا أوليه عليهم .
تولية محمد بن أبي بكر فقالوا : استعمل محمد بن أبي بكر ، فكتب عهده وولاه ، وخرج معه عدد من المهاجرين والأنصار ، ينظرون فيما بين ابن أبي سرح وأهل مصر ، فخرج محمد ومن معه حتى إذا كانوا على مسيرة ثلاث ليال من المدينة : إذا هم بغلام أسود على بعير يخبط البعير ، كأنه رجل يطلب أو يطلب ، فقال له أصحاب محمد : ما قصتك وما شأنك ! كأنك طالب أو هارب فقال أنا غلام أمير المؤمنين وجهني إلى عامل مصر ، فقال له رجل : هذا عامل مصر معنا ، قال : ليس هذا أريد ، فأخبر محمد بأمره فبعث في طلبه رجلا ، فجاء به إليه ، فقال له ، غلام من أنت ؟ فأقبل مرة يقول أنا غلام مروان ومرة يقول أنا غلام أمير المؤمنين ، حتى عرفه رجل أنه لعثمان :
فقال له محمد : إلى من أرسلك ؟ قال : إلى عامل مصر ، قال : بماذا ؟ قال : برسالة . قال أما معك كتاب ، قال : لا ، قفتشوه : فلم يجدوا معه كتابا ، قال وكانت معه إداوة [1] قد يبست :
فيها شئ يتقلقل ، فحركوه ليخرج فلم يخرج فشقوا إداوته ، فإذا فيها كتاب من عثمان إلى عبد الله ابن أبي سرح ، فجمع محمد من كان معه من المهاجرين والأنصار ، ثم فك الكتاب بمحضر منهم ، فقرأه ، فإذا فيه : إذا أتاك محمد بن أبي بكر وفلان وفلان فاقتلهم ، وأبطل كتابهم ، وقر على عملك حتى يأتيك رأيي . فلما رأوا الكتاب فزعموا منه ، ورجعوا إلى المدينة .



[1] الإداوة سقاء من جلد يوضع فيه الماء ويسمى المطهرة لأن صاحبها يتطهر بما فيها من الماء ومعنى قد يبست : قد جفت لعدم وضع الماء فيها مدة طويلة .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست