responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 32


ولا يشير بطرفه إليه ، أما والله لأنا أكثر من ابن الخطاب عددا ، وأقرب ناصرا وأجدر إلى أن قال لهم : أتفقدون من حقوقكم شيئا ؟ فما لي لا أفعل في الفضل ما أريد ، فلم كنت إماما إذا ؟ أما والله ما عاب على من عاب منكم أمرا أجهله ، ولا أتيت الذي أتيت إلا وأنا أعرفه .
قال : وقدم معاوية بن أبي سفيان على أثر ذلك من الشام ، فأتى مجلسا فيه علي ابن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعمار بن ياسر ، فقال لهم : يا معشر الصحابة ، أوصيكم بشيخي هذا خيرا ، فوالله لئن قتل بين أظهركم لأملأنها عليكم خيلا ورجالا ، ثم أقبل على عمار بن ياسر فقال :
يا عمار ، إن بالشام مئة ألف فارس ، كل يأخذ العطاء ، مع مثلهم من أبنائهم وعبدانهم ، لا يعرفون عليا ولا قرابته ، ولا عمارا ولا سابقته ، ولا الزبير ولا صحابته ، ولا طلحة ولا هجرته ، ولا يهابون ابن عوف ولا ماله ، ولا يتقون سعدا ولا دعوته ، فإياك يا عمار أن تقعد غدا في فتنة تنجلي ، فيقال : هذا قاتل عثمان ، وهذا قاتل علي . ثم أقبل على ابن عباس فقال :
يا ابن عباس ، إنا كنا وإياكم في زمان لا نرجو فيه ثوابا ، ولا نخاف عقابا ، وكنا أكثر منكم ، فوالله ما ظلمناكم ولا قهرناكم ولا أخرناكم عن مقام تقدمناه ، حتى بعث الله رسوله منكم ، فسبق إليه صاحبكم ، فوالله ما زال يكره شركنا ويتغافل به عنا حتى ولى الأمر علينا وعليكم ، ثم صار الأمر إلينا وإليكم فأخذ صاحبنا على صاحبكم لسنه ، ثم غير فنطق ونطق على لسانه ، فقد أوقدتم نارا لا تطفأ بالماء ، فقال ابن عباس . كنا كما ذكرت حتى بعث الله رسوله منا ومنكم ، ثم ولى الأمر علينا وعليكم ، ثم صار الأمر إلينا وإليكم ، فأخذ صاحبكم على صاحبنا لسنه ، ولما هو أفضل من سنه ، فوالله ما قلنا إلا ما قال غيرنا ، ولا نطقنا إلا بما نطق به سوانا ، فتركتم الناس جانبا ، وصيرتمونا بين أن أقمنا متهمين أو نزعنا معتبين [1] وصاحبنا من قد علمتم ، والله لا يهجهج مهجهج إلا ركبه [2] ، ولا يرد حوضا إلا أفرطه [3] .
وقد أصبحت أحب منك ما أحببت : وأكره ما كرهت ، ولعلي لا ألقاك إلا في خير .



[1] ملومين .
[2] أي لا يصيح صائح مستنكرا إلا أخذ على يده .
[3] أفرطه : ملأه حتى سال الماء منه وفاض .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست