responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 29


فقال : حسب آل الخطاب تحمل رجل منهم الخلافة ، ليس له من الأمر شئ . ثم قال :
يا عبد الله إياك ثم إياك لا تتلبس بها ، ثم قال : إن استقام أمر خمسة منكم وخالف واحد فاضربوا عنقه ، وإن استقام أربعة واختلف اثنان فاضربوا أعناقهما ، وإن استقر ثلاثة واختلف ثلاثة فاحتكموا إلى ابني عبد الله ، فلأي الثلاثة قضى فالخليفة منهم وفيهم ، فإن أبى الثلاثة الآخرون ذلك فاضربوا أعناقهم ، فقالوا : قل فينا يا أمير المؤمنين مقالة نستدل فيها برأيك ونقتدي به . فقال : والله ما يمنعني أن أستخلفك يا سعد إلا شدتك وغلظتك ، مع أنك رجل حرب . وما يمنعني منك يا عبد الرحمن إلا أنك فرعون هذه الأمة . وما يمنعني منك يا زبير إلا أنك مؤمن الرضا ، كافر الغضب . وما يمنعني من طلحة إلا نخوته وكبره ، ولو وليها وضع خاتمه في إصبع امرأته . وما يمنعني منك يا عثمان إلا عصبيتك وحبك قومك وأهلك ، وما يمنعني منك يا علي إلا حرصك عليها ، وإنك أحرى القوم إن وليتها أن تقيم على الحق المبين ، والصراط المستقيم . أوصي الخليفة منكم بتقوى الله العظيم ، وأحذره مثل مضجعي هذا ، وأخوفه يوما تبيض فيه وجوه وتسود وجوه ، يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية ، ثم غشي عليه حتى ظنوا أنه قد قضى فجعلوا ينادونه ولا يفيق من إغمائه ، فقال قائل : إن كان شئ ينبه فالصلاة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين الصلاة ، ففتح عينيه فقال : الصلاة هأنذا ، ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، فصلى وجرحه يثعب دما [1] ، ثم التفت إليهم وقال : قد قومت لكم الطريق فلا تعوجوه ، ثم التفت إلى علي بن أبي طالب ، فقال : لعل هؤلاء القوم يعرفون لك حقك وشرفك وقرابتك من رسول الله ، وما آتاك الله من العلم والفقه والدين فيستخلفوك ، فإن وليت هذا الأمر فاتق الله يا علي فيه ، ولا تحمل أحدا من بني هاشم على رقاب الناس ، ثم التفت إلى عثمان فقال يا عثمان ، لعل هؤلاء القوم يعرفون لك صهرك من رسول الله وسنك وشرفك وسابقتك فيستخلفوك ، فإن وليت هذا الأمر فلا تحمل أحدا من بني أمية على رقاب الناس . ثم دعا صهيبا فقال : يا صهيب ، صل بالناس ثلاثة أيام ، ويجتمع هؤلاء النفر ويتشاورون بينهم : اخرجوا عني ، اللهم ألفهم واجمعهم على الحق ، ولا تردهم على أعقابهم ، وول أمر أمة محمد خيرهم . فخرجوا من عنده ، وتوفي رحمه الله تعالى من يومه ذلك ، ودفن وصلى عليه صهيب .



[1] يثعب دما : يتفجر دما .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست