نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة جلد : 1 صفحه : 23
قد سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا متى دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله " . فقال أبو بكر : هذا من حقها ، لا بد من القتال . فقال الناس لعمر . أخل به فكلمه لعله يرجع عن رأيه هذا ، فيقبل منهم الصلاة ، ويعفيهم من الزكاة ، فخلا به عمر نهاره أجمع ، فقال : والله لو منعوني عقالا [1] كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه ، ولو لم أجد أحدا أقاتلهم به لقاتلتهم وحدي ، حتى يحكم الله بيني وبينهم ، وهو خير الحاكمين ، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أمرت أن أقاتل الناس على ثلاث : شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة " فوالله الذي لا إله إلا هو لا أقصر دونهن ، فضرب منهم من أدبر بمن أقبل ، حتى دخل الناس في الإسلام طوعا وكرها . وحمدوا رأيه ، وعرفوا فضله . قال أبو رجاء العطاردي : رأيت الناس مجتمعين وعمر يقبل رأس أبي بكر ويقول : أنا فداؤك ، لولا أنت لهلكنا . فخمد له رأيه في قتال أهل الردة . مرض أبي بكر واستخلافه عمر رضي الله عنهما قال : ثم إن أبا بكر عمل سنتين وشهورا ، ثم مرض مرضه الذي مات فيه ، فدخل عليه أناس من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ، فيهم عبد الرحمن ابن عوف ، فقال له : كيف أصبحت يا خليفة رسول الله ، فإني أرجو أن تكون بارئا ؟ قال : أترى ذلك ؟ قال : نعم قال أبو بكر : والله إني لشديد الوجع ، ولما ألقى منكم يا معشر المهاجرين أشد علي من وجعي ، إني وليت أمركم خيركم في نفسي ، فكلكم ورم أنفه [2] إرادة أن يكون هذا الأمر له . وذلك لما رأيتم الدنيا قد أقبلت . أما والله لتتخذن نضائد [3] الديباج ، وستور الحرير ، ولتألمن النوم على الصوف الأذربي [4] ، كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان [5] ، والله لأن يقدم أحدكم
[1] العقال : زكاة عام من الإبل والغنم ، وفي رواية عناقا بدل عقال ، والعناق أنثى المعز والمراد بهذه الرواية لو منعوني شيئا قليلا لقاتلتهم . [2] ورم أنفه : غضب . [3] نضائد : جمع نضيدة وهي الوسادة والديباج : المنقوش المزين . [4] الأذربي : نسبة إلى أذربيجان من بلاد العجم ، وصوفها مشهور بجودته ونعومته . [5] حسك السعدان : الحسك نبات له ورق كورق الرجلة له شوك صلب ذو ثلاث شعب ملتصق ببعضه ، والسعدان مكان ، والسعدان نبات له شوك تشبه الواحدة منه حلمة الثدي ، والمراد كما تألمون النوم على الشوك الصلب .
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة جلد : 1 صفحه : 23