responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 22


وسابقته ، ثم مضى فبايعه ، فأقبل الناس على علي ، فقالوا : أصبت يا أبا الحسن وأحسنت .
قال : فلما تمت البيعة لأبي بكر أقام ثلاثة أيام يقيل الناس ويستقيلهم ، يقول قد أقلتكم في بيعتي ، هل من كاره ؟ هل من مبغض ؟ فيقوم علي في أول الناس فيقول : والله لا نقيلك ولا نستقيلك أبدا ، قد قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم لتوحيد ديننا ، من ذا الذي يؤخرك لتوجيه دنيانا ؟ .
خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : ثم إن أبا بكر قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إن الله الجليل الكريم العليم الحكيم الرحيم الحليم ، بعث محمدا بالحق ، وأنتم معشر العرب كما قد علمتم ، من الضلالة والفرقة ، ألف بين قلوبكم ونصركم به وأيدكم ، ومكن لكم دينكم ، وأورثكم سيرته الراشدة المهدية ، فعليكم بحسن الهدى ولزوم الطاعة ، وقد استخلف الله عليكم خليفة ليجمع به ألفتكم ، ويقيم به كلمتكم ، فأعينوني على ذلك بخير ، ولم أكن لأبسط يدا ولا لسانا على من لم يستحل ذلك إن شاء الله ، وأيم الله ما حرصت عليها ليلا ولا نهارا ولا سألتها الله قط في سر ولا علانية ، ولقد قلدت أمرا عظيما ، ما لي به طاقة ولا يد ، ولوددت أني وجدت أقوى الناس عليه مكاني ، فأطيعوني ما أطعت الله ، فإذا عصيت فلا طاعة لي عليكم ، ثم بكى وقال : اعلموا أيها الناس أني لم أجعل لهذا المكان أن أكون خيركم ، ولوددت أن بعضكم كفانيه ، ولئن أخذتموني بما كان الله يقيم به رسوله من الوحي ما كان ذلك عندي ، وما أنا إلا كأحدكم ، فإذا رأيتموني قد استقمت فاتبعوني ، وإن زغت فقوموني ، واعلموا أن لي شيطانا يعتريني أحيانا ، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني ، لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ، ثم نزل .
ثم دعا عمر الأوجاه [1] من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما ترون لي من هذا المال ؟ فقال عمر : أنا والله أخبرك مالك منه . أما ما كان لك من ولد قد بان عنك وملك أمره ، فسهمه كرجل من المسلمين ، وأما ما كان من عيالك وضعفة أهلك ، فتقوت منه بالمعروف وقوت أهلك . فقال : يا عمر إني لأخشى ألا يحل لي أن أطعم عيالي من فيئ المسلمين . فقال عمر : يا خليفة رسول الله ، إنك قد شغلت بهذا الأمر عن أن تكسب لعيالك . قال : ولما تمت البيعة لأبي بكر ، واستقام له الأمر ، اشرأب النفاق بالمدينة ، وارتدت العرب ، فنصب لهم أبو بكر الحرب ، وأراد قتالهم ، فقالوا : نصلي ولا نؤدي الزكاة . فقال الناس : اقبل منهم يا خليفة رسول الله ، فإن العهد حديث ، والعرب كثير ، ونحن شرذمة قليلون ، لا طاقة لنا بالعرب ، مع أنا



[1] الأوجاه جمع وجه وهو ذو الفضل والكرامة .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست