responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 21


أبو بكر حتى دخل على علي وعنده بنو هاشم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد يا أبا بكر :
فإنه لم يمنعنا أن نبايعك إنكار لفضيلتك ، ولا نفاسة عليك ، ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا ، فاستبددت علينا ، ثم ذكر علي قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يزل يذكر ذلك حتى بكى أبو بكر . فقال أبو بكر رضي الله عنه : لقرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي ، وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه إلا صنعته إن شاء الله تعالى .
فقال علي : موعدك غدا في المسجد الجامع للبيعة إن شاء الله . ثم خرج فأتى المغيرة بن شعبة ، فقال : الرأي يا أبا بكر أن تلقوا العباس ، فتجعلوا له في هذه الإمرة نصيبا ، يكون له ولعقبه ، وتكون لكما الحجة على علي وبني هاشم ، إذا كان العباس معكم . قال : فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة والمغيرة حتى دخلوا على العباس رضي الله عنه . فحمد الله أبو بكر ، وأثني عليه ، ثم قال : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا وللمؤمنين وليا ، فمن الله تعالى بمقامه بين أظهرنا ، حتى اختار له الله ما عنده ، فخلى على الناس أمرهم ، ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم ، متفقين غير مختلفين ، فاختاروني عليهم واليا ، ولأمورهم راعيا ، وما أخاف بعون الله وهنا ولا حيرة ولا جبنا ، وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم ، عليه توكلت وإليه أنيب . وما أزال يبلغني عن طاعن يطعن بخلاف ما اجتمعت عليه عامة المسلمين ، ويتخذكم لجأ ، فتكونون حصنه المنيع ، فإما دخلتم فيما دخل فيه العامة ، أو دفعتموهم عما مالوا إليه ، وقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيبا ، يكون لك ولعقبك من بعدك ، إذ كنت عم رسول الله ، وإن كان الناس قد رأوا مكانك ومكان أصحابك ، فعدلوا الأمر عنكم وعلى رسلكم بني عبد المطلب ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم منا ومنكم ، ثم قال عمر : إي والله ، وأخرى أنا لم نأتكم حاجة منا إليكم ، ولكنا كرهنا أن يكون الطعن منكم فيما اجتمع عليه العامة ، فيتفاقم الخطب بكم وبهم ، فانظروا لأنفسكم ولعامتكم . فتكلم العباس ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله بعث محمدا كما زعمت نبيا ، وللمؤمنين وليا ، فمن الله بمقامه بين أظهرنا حتى اختار له ما عنده ، فخلى على الناس أمرهم ليختاروا لأنفسهم ، مصيبين للحق ، لا مائلين عنه بزيغ الهوى ، فإن كنت برسول الله طلبت فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين طلبت فنحن منهم متقدمون فيهم ، وإن كان هذا الأمر إنما يجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين ، فأما ما بذلت لنا فإن يكن حقا لك فلا حاجة لنا فيه وإن يكن حقا للمؤمنين فليس لك أن تحكم عليهم وإن كان حقنا لم نرض عنك فيه ببعض دون بعض . وأما قولك إن رسول الله منا ومنكم ، فإنه قد كان من شجرة نحن أغصانها ، وأنتم جيرانها . قال : ثم خرج أبو بكر إلى المسجد الشريف ، فأقبل على الناس ، فعذر عليا بمثل ما اعتذر عنه ، ثم قام علي فعظم حق أبي بكر ، وذكر فضيلته

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست