responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 184


مروان : قد والله سقيتني من دماء هؤلاء القوم ، إلا ما كان من قريش ، فإنك أثخنتها وأفنيتها .
فقال مسلم : والله لا أعلم عند أحدا غشا لأمير المؤمنين إلا سألت الله أن يسقيني دمه . فقال :
إن عند أمير المؤمنين عفوا لهم ، وحلما عنهم ليس عندك . وجعل مروان يعتذر إلى قريش ، ويقول : والله لقد ساءني قتل من قتل منكم . فقالت له قريش : أنت والله الذي قتلتنا ، ما عذرك الله ولا الناس ، لقد خرجت من عندنا ، وحلفت لنا عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لتردنهم عنا ، فإن لم تستطع لتمضين ولا ترجع معهم ، فرجعت ، ودللت على العورة ، وأعنت على الهلكة ، فالله لك بالجزاء . قال : فبلغ عدة قتلى الحرة يومئذ من قريش والأنصار والمهاجرين ووجوه الناس ، ألفا وسبع مئة ، وسائرهم من الناس عشرة آلاف ، سوى النساء والصبيان .
قال أبو معشر : دخل رجل من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الأنصار ومعها صبي لها ، فقال لها . هل من مال ؟ قالت : لا والله ما تركوا لي شيئا . فقال : والله لتخرجن إلي شيئا أو لأقتلنك وصبيك هذا . فقالت له : ويحك إنه ولد ابن أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم معه يوم بيعة الشجرة ، على أن لا أزني ، ولا أسرق ، ولا أقتل ولدي ، ولا آتي ببهتان أفتريه ، فما أتيت شيئا ، فاتق الله . ثم قالت لابنها : يا بني ، والله لو كان عندي شئ لافتديتك به . قال : فأخذ برجل الصبي ، والثدي في فمه ، فجذبه من حجرها ، فضرب به الحائط فانتثر دماغه في الأرض ، قال : فلم يخرج من البيت حتى اسود نصف وجهه ، وصار مثلا .
قال أبو معشر : قال لي رجل : بينا أنا في بعض أسواق الشام ، إذا برجل ضخم ، فقال لي :
ممن أنت ؟ قلت : رجل من أهل المدينة ، قال : من أهل الخبيثة ؟ قال : فقلت له سبحان الله ، رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها طيبة وسميتها خبيثة ! قال : فبكى ، فقلت له : ما يبكيك ، قال :
العجب والله ، كنت أغزو الصائفة كل عام زمن معاوية ، فأتيت في المنام فقيل لي : إنك تغزو المدينة ، وتقتل فيها رجلا يقال له : محمد بن عمرو بن حزم ، وتكون بقتله من أهل النار .
قال : فقلت : ما هذا من شأن المدينة ، ولا يقع في نفس مدينة الرسول . قال : فقلت : لعلها بعض مدائن الروم ، فكنت أغزو ولا أسل فيها سيفا ، حتى مات معاوية ، وولى يزيد ، فضرب قرعة بعث المدينة ، فأصابتني القرعة . قال : فقلت : هي هذه والله ، فأردت أن يأخذوا مني بديلا ، فأبوا ، فقلت في نفسي : أما إذا أبوا ، فإني لا أسل فيها سيفا . قال : فحضرت الحرة ، فخرج أصحابي يقاتلون ، وجلست في فسطاطي ، فلما فرغوا من القتال ، جاءنا أصحابنا ،

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست