responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 180


خندقهم . فقال مروان : عليه رجال لا يسلمونه ، ولكن عندي فيه وجه سأخبرك به . قال :
هاته . فقال : اطوه ودعه حتى يحضر ذلك . قال : فدعه إذا . ثم قال لهم مسلم : تريدون أن تسيروا إلى أمير المؤمنين ، أو تقيموا موضعكم هذا ، أو تسيروا معنا ؟ فقال بعضهم : نسير إلى أمير المؤمنين ، ونحدث به عهدا ، فقال مروان : أما أنا فراجع . فقال بعضهم لبعض : قد حلفنا لهم عند المنبر لئن استطعنا أن نرد الجيش عنهم لنردنه فكيف بالرجوع إليهم . فقال مروان : أما أنا فراجع إليه . فقال له قوم : ما نرى أن تفعل ، تقتلون بهؤلاء أنفسكم ، والله لا أكثرنا عليهم لمسلم جمعا أبدا . فقال مروان : أنا والله ماض مع مسلم إلى المدينة ، فمدرك ثأري من عدوي ، وممن أخرجني من بيتي ، وفرق بيني وبين أهلي ، وإن قتلت بهم نفسي ، فلم يرجع مع مسلم من بني أمية غير مروان وابنه عبد الملك ، وكان مجدورا فجعله بذي خشب .
فلما أيقن أهل المدينة بقدوم الجيوش إليهم تشاوروا في الخندق وقالوا قد خندق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخندقوا المدينة من كل نواحيها . ثم جمع عبد الله بن حنظلة أهل المدينة عند المنبر ، فقال : تبايعوني على الموت وإلا فلا حاجة في بيعتكم . فبايعوه على الموت ، ثم صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إنما خرجتم غضبا لدينكم ، فأبلوا إلى الله بلاء حسنا ليوجب لكم به الجنة ومغفرته ، ويحل بكم رضوانه ، واستعدوا بأحسن عدتكم ، وتأهبوا بأكمل أهبتكم ، فقد أخبرت أن القوم قد نزلوا بذي خشب ، ومعهم مروان بن الحكم ، والله إن شاء مهلكه بنقضه العهد والميثاق عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتصايح الناس ، وجعلوا ينالون منه ويسبونه . فقال لهم : إن الشتم ليس بشئ ، ولكن نصدقهم اللقاء ، والله ما صدق قوم قط إلا نصروا ، ثم رفع يديه إلى السماء وقال : اللهم إنا بك واثقون ، وعليك متوكلون ، وإليك ألجأنا ظهورنا ثم نزل . وكان عبد الله بن حنظلة لا يبيت إلا في المسجد الشريف ، وكان لا يزيد على شربة من سويق يفطر عليها إلى مثلها من الغد .
قدوم الجيوش إلى المدينة قال : وذكروا أن أهل الشام لما انتهوا إلى المدينة عسكروا بالجرف [1] ، ومشوا رجالا من رجالهم ، فأحدقوا بالمدينة من كل ناحية لا يجدون مدخلا ، لأنهم قد خندقوها عليهم ، والناس متلبسون السلاح ، قد قاموا على أفواه الخنادق ، وقد حرصوا أن لا يتكلم منهم متكلم ، وجعل



[1] الجرف : مواضع : أحدها قرب مكة والآخر قرب المدينة والثالث باليمن ، والرابع باليمامة ، والمراد هنا الذي بقرب المدينة .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست