responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 179


إرسال يزيد الجيوش إليهم قال : فلما أجمع رأي يزيد على إرسال الجيوش ، صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
أما بعد يا أهل الشام ، فإن أهل المدينة أخرجوا قومنا منها ، والله لأن تقع الخضراء على الغبراء [1] أحب إلى من ذلك . وكان معاوية قد أوصى يزيد فقال له : إن رابك منهم ريب ، أو انتقض عليك منهم أحد ، فعليك بأعور بني مرة مسلم بن عقبة ، فدعا به فقال : سر إلى هذه المدينة بهذه الجيوش ، وإن شئت أعفيتك ، فإني أراك مدنفا منهوكا . فقال : نشدتك الله ، أن لا تحرمني أجرا ساقه الله إلي ، أو تبعث غيري ، فإني رأيت في النوم شجرة غرقد [2] تصيح أغصانها :
يا ثارات عثمان ، فأقبلت إليها ، وجعلت الشجرة تقول : إلي يا مسلم بن عقبة ، فأتيت فأخذتها ، فعبرت ذلك أن أكون أنا القائم بأمر عثمان ، ووالله ما صنعوا الذي صنعوا إلا أن الله أراد بهم الهلاك . فقال يزيد : فسر على بركة الله ، فأنت صاحبهم ، فخرج مسلم فعسكر وعرض الأجناد ، فلم يخرج معه أصغر من ابن عشرين ، ولا أكبر من ابن خمسين على خيل عراب ، وسلاح شاك ، وأداة كاملة ، ووجه معه عشرة آلاف بعير تحمل الزاد حتى خرج ، فخرج معه يزيد فودعه .
قال له : إن حدث بك حدث فأمر الجيوش إلى حصين بن نمير ، فانهض بسم الله إلى ابن الزبير ، واتخذ المدينة طريقا إليه ، فإن صدوك أو قاتلوك فاقتل من ظفرت به منهم ، وأنهبها [3] ثلاثا ، فقال مسلم بن عقبة : أصلح الله الأمير ، لست بآخذ من كل ما عهدت به إلا بحرفين . قال يزيد :
وما هما ؟ ويحك . قال : أقبل من المقبل الطائع ، وأقتل المدبر العاصي . فقال يزيد : حسبك ، ولكن البيان لا يضرك ، والتأكيد ينفعك ، فإذا قدمت المدينة فمن عاقك عن دخولها ، أو نصب لك الحرب ، فالسيف السيف ، أجهز على جريحهم ، وأقبل على مدبرهم ، وإياك أن تبقى عليهم ، وإن لم يتعرضوا لك ، فامض إلى ابن الزبير .
فمضت الجيوش ، فلما نزلوا بوادي القرى ، لقيتهم بنو أمية خارجين من المدينة ، فرجعوا معهم ، واستخبرهم مسلم بن عقبة عما خلفهم ، وعما لقوا ، وعن عددهم . فقال مروان : عددهم كثير ، أكثر مما جئت به من الجيوش ، ولكن عامتهم ليس لهم نيات ولا بصائر ، وفيهم قوم قليل لهم نية وبصيرة ، ولكن لا بقاء لهم مع السيف ، وليس لهم كراع ولا سلاح ، وقد خندقوا عليهم وحصنوا . قال مسلم : هذه أشدها علينا ، ولكنا نقطع عنهم مشربهم ، ونردم عليهم



[1] الخضراء : السماء ، والغبراء : الأرض .
[2] الغرقد : شجر عظيم كبير الحجم ، وسميت مقبرة المدينة بقيع الغرقد لأن هذا الشجر ينبت فيها .
[3] أنهبها : اجعلها نهبا أي مباحة ثلاثة أيام لعسكرك يفعلون فيها ما يشاءون .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست