responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 177


قال عبد الله بن جعفر : جاء كتاب عثمان بن محمد بعد هدأة من الليل ، وقد كنت انصرفت من عند يزيد ، فلم ألبث أن جاءني رسوله ، فدخلت عليه ، والشمعة بين يديه ، وهو مغضب قد حسر عن ذراعيه ، والكتاب بين يديه ، فقال : دونك يا أبا جعفر هذا الكتاب ، فاقرأه ، فرأيت كتابا قبيحا ، فيه تعريض بأهل المدينة وتحريش . ثم قال : والله لأطأنهم وطأة آتى منها على أنفسهم . قال ابن جعفر : فقلت له إن الله لم يزل يعرف أباك في الرفق خيرا ، فإن رأيت أن ترفق بهم وتتجاوز عنهم فعلت ، فإنما هم أهلك وعشيرتك ، وإنما تقتل بهم نفسك إذا قتلتهم . قال : أقتل وأشفى نفسي ، فلم أزل ألح عليه فيهم ، وأرفقه عليهم ، وكان لي سامعا ومطيعا ، فقال لي : إن ابن الزبير حيث علمت من مكة ، وهو زعم أنه قد نصب الحرب ، فأنا أبعث إليه الجيوش ، وآمر صاحب أول جيش أبعثه أن يتخذ المدينة طريقا ، وأن لا يقاتل ، فإن أقروا بالطاعة ، ونزعوا عن غيهم وضلالهم ، فلهم علي عهد الله وميثاقه ، أن لهم عطاءين في كل عام ، ما لا أفعله بأحد من الناس طول حياتي ، عطاء في الشتاء ، وعطاء في الصيف ، ولهم علي عهد أن أجعل الحنطة عندهم كسعر الحنطة عندنا ، والحنطة عندهم سبعة آصع [1] بدرهم ، والعطاء الذي يذكرون أنه احتبس عنهم في زمان معاوية فهو علي أن أخرجه لهم وافرا كاملا ، فإن أنابوا وقبلوا ذلك ، جاوز إلى ابن الزبير ، وإن أبوا قاتلهم ، ثم إن ظفر بها أنهبها ثلاثا ، هذا عهدي إلى صاحب جيشي لمكانك ولطلبتك فيهم ، ولما زعمت أنهم قومي وعشيرتي . قال عبد الله بن جعفر . فرأيت هذا لهم فرجا ، فرجعت إلى منزلي فكتبت إليهم من ليلتي كتابا إلى أهل المدينة ، أعلمهم فيه قول يزيد ، وأحضهم على الطاعة والتسليم ، والرضا والقبول لما بذل لهم ، وأنهاهم أن يتعرضوا لجيوشه ، وقلت لرسولي : اجهد السير ، فدخلها في عشر ، فوالله ما أرادوا ذلك ولا قبلوه ، وقالوا : والله لا يدخلها عنوة أبدا .
كتاب يزيد إلى أهل المدينة قال : وكتب يزيد إلى أهل المدينة كتابا ، وأمر عثمان بن محمد يقرؤه عليهم ، فقدم الكتاب المدينة ، وعثمان خائف ، فقرأه عليهم ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد ، فإني قد نفستكم حتى أخلفتكم ، ورفعتكم حتى أخرقتكم [2] ، ورفعتكم على رأسي ثم وضعتكم ، وأيم الله لئن آثرت أن أضعكم تحت قدمي لأطأنكم وطأة أقل منها عددكم وأترككم أحاديث تتناسخ [3] كأحاديث عاد وثمود ، وأيم الله لا يأتيكم مني أولى من عقوبتي ، فلا أفلح من ندم .



[1] سبعة آصع : 14 قدحا مصريا ، الآصع جمع صاع وهو قدحان مصريان .
[2] أخرقتكم : وجدتكم خرقى أي حمقى .
[3] تتناسخ : أي تكتب وتنسخ في الكتب .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست