responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 166


عرفناه يا أمير المؤمنين ، فما يمنعك منه ؟ وشتمه القوم ، فزجرهم معاوية وقال : مهلا ، فرب يوم ارتفع عن الأسباب قد ضقتم به ذرعا ، ثم قال : أتعرف هؤلاء يا أبا الطفيل ؟ قال : ما أنكرهم من سوء ، ولا أعرفهم بخير ، وأنشد :
فإن تكن العداوة قد أكنت * فشر عداوة المرء السباب فقال معاوية : يا أبا الطفيل ، ما أبقى لك الدهر من حب علي ؟ قال : حب أم موسى ، وأشكو إلى الله التقصير ، فضحك معاوية ، قال : ولكن والله هؤلاء الذين حولك لو سئلوا عني ما قالوا هذا . فقال مروان : أجل ، والله لا نقول الباطل . قال : ثم جهزه معاوية ، وألحقه بالكوفة .
ما حاول معاوية من تزويج يزيد قال : وذكروا أن يزيد بن معاوية سهر ليلة من الليالي ، وعنده وصيف لمعاوية يقال له رفيق ، فقال يزيد : أستديم الله بقاء أمير المؤمنين ، وعافيته إياه ، وأرغب إليه في تولية أمره وكفاية همه ، فقد كنت أعرف من جميل رأي أمير المؤمنين في ، وحسن نظره في جميع الأشياء ما يؤكد الثقة في ذلك والتوكل عليه ؟ منعني من البوح بما جمجمت في صدري له ، وتطلابه إليه ، فأضاع من أمري وترك من النظر في شأني ، وقد كان في حلمه ، وعلمه ، ورضائه ، ومعرفته ، بما يحق لمثله النظر فيه ، غير غافل عنه ، ولا تارك له ، مع ما يعلم من هيبتي له وخشيتي منه ، فالله يجزيه عني بإحسانه ، ويغفر له ما اجترح من عهده ونسيانه ، فقال الوصيف : وما ذلك جعلت فداك ؟ لا تلم على تضييعه إياك ، فإنك تعرف تفضيله لك ، وحرصه عليك ، وما يخامره من حبك ، وأن ليس شئ أحب إليه ، ولا آثر عنده منك لدينه ، فاذكر بلاءه ، واشكر حباءه فإنك لا تبلغ من شكره إلا بعون من الله .
قال : فأطرق يزيد إطراقا عرف الوصيف منه ندامته على ما بدا منه ، وباح به ، فلما آب من عنده توجه نحو سدة معاوية ليلا وكان غير محجوب عنه ، ولا محبوس دونه ، فعلم معاوية أنه ما جاء به إلا خبر أراد إعلامه به . فقال له معاوية : ما وراءك ؟
وما جاء بك ؟ فقال : أصلح الله أمير المؤمنين ، كنت عند يزيد ابنك : فقال فيما استجر من الكلام كذا وكذا ، فوثب معاوية وقال : ويحك ما أضعنا منه ؟ رحمة له ، وكراهية لما شجاه وخالف هواه ؟ وكان معاوية لا يعدل بما يرضيه شيئا . فقال علي به ، وكان معاوية إذا أتت الأمور المشكلة المعضلة ، بعث إلى يزيد يستعين به على استيضاح شبهاتها واستسهال معضلاتها ،

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست