responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 133


تكون نصرة أحدكم كنصرة العبد لسيده : إذا شهد أطاعه ، وإذا غاب سبه . فقال رجل :
يا أمير المؤمنين ، أتظن ذلك كائنا ؟ قال : ما هو بالظن ولكنه اليقين .
ما كتب علي لأهل العراق قال : فقام حجر بن عدي ، وعمرو بن الحمق ، وعبد الله بن وهب الراسبي ، فدخلوا على علي ، فسألوه عن أبي بكر وعمر : ما تقول فيهما ؟ وقالوا : بين لنا قولك فيهما وفي عثمان .
قال علي كرم الله وجهه : وقد تفرغتم لهذا ؟ وهذه مصر قد افتتحت ، وشيعتي فيها قد قتلت ؟
إني مخرج إليكم كتابا أنبئكم فيه ما سألتموني عنه ، فاقرءوه على شيعتي ، فأخرج إليهم كتابا فيه : أما بعد ، فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم نذيرا للعالمين ، وأمينا على التنزيل ، وشهيدا على هذه الأمة ، وأنتم يا معشر العرب على غير دين ، وفي شر دار ، تسفكون دماءكم ، وتقتلون أولادكم ، وتقطعون أرحامكم ، وتأكلون أموالكم بينكم بالباطل ، فمن الله عليكم ، فبعث محمدا إليكم بلسانكم ، فكنتم أنتم المؤمنين ، وكان الرسول فيكم ومنكم ، تعرفون وجهه ونسبه ، فعلمكم الكتاب والحكمة والسنة والفرائض ، وأمركم بصلة الأرحام ، وحقن الدماء ، وإصلاح ذات بينكم ، وأن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ، وأن توفوا بالعقود ، وأن تعاطفوا وتباروا وتراحموا ، ونهاكم عن التظالم والتحاسد والتقاذف والتباغي ، وعن شرب الحرام ، وعن بخس المكيال والميزان ، وتقدم إليكم فيما أنزل عليكم أن لا تزنوا ولا تأكلوا أموال اليتامى ظلما ، فكل خير يبعدكم عن النار قد حضكم عليه ، وكل شر يبعدكم عن الجنة قد نهاكم عنه ، فلما استكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مدته من الدنيا توفاه الله وهو مشكور سعيه مرضي عمله ، مغفور له ذنبه ، شريف عند الله نزله ، فيا لموته مصيبة خصت الأقربين ، وعمت المؤمنين ، فلما مضى تنازع المسلمون الأمر بعده ، فوالله ما كان يلقى في روعي [1] ، ولا يخطر على بالي أن العرب تعدل هذا الأمر عني ، فما راعني إلا إقبال الناس على أبي بكر ، وإجفالهم [2] عليه ، فأمسكت يدي ، ورأيت أني أحق بمقام محمد في الناس ممن تولى الأمور علي ، فلبثت بذلك ما شاء الله ، حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محو دين محمد .
وملة إبراهيم عليهما السلام . فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله . أن أرى في الإسلام ثلما وهدما . تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولاية أمركم . التي إنما هي متاع أيام قلائل .



[1] الروع : القلب
[2] إجفالهم : إسراعهم .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست