responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 13


الدين وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب ، إن رسول الله صلى عليه وسلم لبث في قومه بضع عشرة سنة ، يدعوهم إلى عبادة الرحمن ، وخلع الأوثان ، فما آمن به من قومه إلا قليل ، والله ما كانوا يقدرون أن يمنعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يعرفوا دينه ، ولا يدفعوا عن أنفسهم ، حتى أراد الله تعالى لكم الفضيلة ، وساق إليكم الكرامة ، وخصكم بالنعمة ، ورزقكم الإيمان به وبرسوله صلى الله عليه وسلم ، والمنع له ولأصحابه والاعزاز لدينه ، والجهاد لأعدائه ، فكنتم أشد الناس على من تخلف عنه منكم ، وأثقله على عدوكم من غيركم ، حتى استقاموا لأمر الله تعالى طوعا وكرها ، وأعطى البعيد المقادة [1] صاغرا داحرا حتى أثخن الله تعالى لنبيه بكم الأرض [2] ، ودانت بأسيافكم له العرب ، وتوفاه الله تعالى وهو راض عنكم قرير العين ، فشدوا أيديكم بهذا الأمر ، فإنكم أحق الناس وأولاهم به .
فأجابوه جميعا : أن قد وفقت في الرأي ، وأصبت في القول ، ولن نعدو ما رأيت توليتك هذا الأمر ، فأنت مقنع ولصالح المؤمنين رضا . قال فأتى الخبر إلى أبي بكر رضي الله عنه ، ففزع أشد الفزع ، وقام معه عمر رضي الله عنهما ، فخرجا مسرعين إلى سقيفة بني ساعدة ، فلقيا أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فانطلقوا رضي الله عنهم جميعا ، حتى دخلوا سقيفة بني ساعدة ، وفيها رجال من الأشراف ، معهم سعد بن عبادة رضي الله عنه ، فأراد عمر رضي الله عنه أن يبدأ بالكلام ، وقال : خشيت أن يقصر أبو بكر رضي الله عنه عن بعض الكلام . فلما تيسر عمر للكلام ، تجهز أبو بكر رضي الله عنه وقال له : على رسلك ، فستكفى الكلام ، فتشهد أبو بكر رضي الله عنه ، وانتصب له الناس ، فقال : إن الله جل ثناؤه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ، فدعا إلى الإسلام ، فأخذ الله تعالى بنواصينا [3] وقلوبنا إلى ما دعا إليه ، فكنا معشر المهاجرين أول الناس إسلاما ، والناس لنا فيه تبع ، ونحن عشيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن مع ذلك أوسط العرب أنسابا ، ليست قبيلة من قبائل العرب إلا ولقريش فيها ولادة . وأنتم أيضا والله الذين آووا ونصروا ، وأنتم وزراؤنا في الدين ، ووزراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنتم إخواننا في كتاب الله تعالى وشركاؤنا في دين الله عز وجل وفيما كنا فيه من سراء وضراء ، والله ما كنا في خير قط إلا كنتم معنا فيه ، فأنتم أحب الناس إلينا ، وأكرمهم علينا ، وأحق الناس بالرضا بقضاء الله تعالى ، والتسليم لأمر الله



[1] أعطى المقادة : خضع لحكم المسلمين وقيادتهم له .
[2] أثخن بكم الأرض : غلب بكم أهل الأرض .
[3] النواصي جمع ناصية وهي مقدم الرأس والمراد جذب الله عقولنا وقلوبنا إلى ما دعا إليه .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست