responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 11


رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ، وشأن السقيفة ، وما جرى فيها من القول ، والتنازع بين المهاجرين والأنصار وبعضهم يزيد على بعض في الكلام ، فجمعت ذلك وألفته على معنى حديثهم ، ومجاز لغتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه الذي قبض فيه ، متوكئا على الفضل بن العباس رضي عنهما ، وغلام يقال له ثوبان رضي الله عنه ، ثم رجع صلى الله عليه وسلم فدخل منزله ، وقال لغلامه أجلس على الباب ولا تحجب أحدا من الأنصار رضي الله عنهم ، فأحدقوا بالباب ، وقالوا للغلام ائذن لنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : عنده نساؤه رضي الله تعالى عنهن ، فسمع رسول الله صلى عليه وسلم بكاءهم ، فقال من هؤلاء ؟ فقيل له الأنصار رضي الله عنهم يبكون ، فخرج صلى الله عليه وسلم متوكئا على علي والعباس رضي الله عنهما فدخل المسجد واجتمع الناس إليه ، فقال صلى الله عليه وسلم : إنه لم يمت نبي قط إلا خلف وراءه تركة وإن تركتي فيكم الأنصار رضي الله عنهم ، وهم كرشي [1] التي آوى إليها ، وأوصيكم بتقوى الله تعالى ، والاحسان إليهم ، فقد علمتم أنهم شاطروكم [2] وواسوكم في العسر واليسر نصروكم في النشط والكسل ، فاعرفوا لهم حقهم ، واقبلوا من محسنهم ، وتجاوزوا عن مسيئهم .
ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله وهو معصوب الرأس شديد الوجع ، فلما كانت الصلاة أتى بلال المؤذن رضي الله عنه يدعو إلى الصلاة ، ففتح صلى الله عليه وسلم عينيه ، وقال للنساء : ادعون لي حبيبي ، فعرفت عائشة رضي الله عنها أنه يريد أبا بكر ، فقالت : أرسل إلى عمر ، فإن أبا بكر رجل رقيق ، وإن قام مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم افتضح من البكاء ، وعمر أقوى منه ، فأرسلت إلى عمر رضي الله عنه ، فأتى فسلم ، ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه ، فرد السلام ، ثم أطرق عنه ، فعرف عمر أنه لم يرده ، فلما خرج أقبل صلى الله عليه وسلم عليهن وقال : ادعون لي حبيبي فقالت عائشة رضي الله عنها :
يا رسول الله ، إن أبا بكر رجل رقيق ، أمرت عمر يصلي بالناس ، فقال صلى الله عليه وسلم :
إنكن صواحبات يوسف عليه السلام ، ادعون لي حبيبي إنما أفعل ما أومر فدعى أبو بكر رضي الله تعالى عنه .



[1] الكرش هنا : الجماعة : أي هم جماعتي التي آوى وأسكن إليها .
[2] شاطروكم . تقاسموا معكم أموالهم .

نام کتاب : الإمامة والسياسة - ت الزيني نویسنده : الدِّينَوري، ابن قتيبة    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست